عملة فيسبوك الجديدة: 3 أخطاء ارتكبها الخبراء

خوان فيلافيردي
| 0 min read

خوان فيلافيردي عالم اقتصاد ورياضيات يعمل على تحليل العملات الرقمية منذ عام 2012، وهو يرأس فريق محللي Weiss Ratings ومحللي الكمبيوتر الذين أنشأوا تقييمات Weiss للعملات الرقمية.
______

Source: iStock/David Tran

قامت فيسبوك بالمخاطرة وفعلتها.

خلف الأبواب المغلقة وتحت غطاء من السريّة الشديدة، تستعد الشركة لإطلاق “العملة الرقمية” الخاصة بها.

يبدو أن أحداً من الخارج لا يعرف كيف ستبدو عملة فيسبوك، لكن بعض الخبراء ومراقبي وسائل الإعلام استجابوا بالفعل بضجة كبيرة.

“عملة فيسبوك تعد بالنجاح في الأمور التي فشلت فيها البيتكوين،” يقولون، “مع مليارات المستخدمين، فإن عملة فيسبوك سوف تكون في القمة،” يضيفون.

لكنهم يخطئون بثلاثة مفاهيم أساسية …

الخطأ الأول

يبدو أنهم يعتقدون أن البيتكوين سهلة الهزيمة.

هي بعيدة كل البعد عن ذلك!

تم إنشاء البيتكوين بوعد أساسي – إنشاء قاعدة بيانات مفتوحة وعامة ومشتركة؛ لإزالة الحاجة إلى الوثوق بأي طرف ثالث بالبيانات الحساسة؛ وتحويل الأموال بشكل آمن وخصوصي وبشكل دائم.

وقد تم الوفاء بذلك الوعد في مجمله.

تعيش البيتكوين على نظام حسابات موزعة عام ومفتوح، يشاركه عدد لا يحصى من المستخدمين.

لا توجد أطراف ثالثة معنية. المعدنون الذين يديرون الشبكة لا يعرفون – أو لا يهتمون حتى بمعرفة – من يرسل ويستلم البيتكوين. كل ما يفعلونه هو التحقق من أن كل معاملة تتبع قواعد الشبكة.

كما لم يتم اختراق الشبكة أبدًا.

التكنولوجيا الأساسية – البلوكتشين أو الحسابات الموزعة – لم تسمح مطلقًا بتسريب معلومات سرية.

جميع البيانات الشخصية مشفرة، وخاصة، وآمنة.

ثم، بمجرد كتابة الصفقة على البلوكتشين، تبقى في السجل هناك إلى الأبد. لا أحد لديه السلطة – أو القدرة – لتغييرها.

إذا كنت تستخدم شبكة البيتكوين لإجراء معاملة – مهما كانت كبيرة أو صغيرة – فإنك تكتسب الفوائد التالية:

  • ليس عليك الوثوق بأي شخص.
  • لا يهمك من هم المعدنون أو كيفية وصول معاملتك إليهم. كل ما تعرفه هو أن لديك توقيعًا صالحًا، ومصرحًا لك بإنفاق أموالك.
  • يمكنك إرسال هذه الأموال إلى من تريد.

هذا يجعل شبكة البيتكوين نظامًا لا يلزم الوثوق به. بعبارة أخرى، لن تضطر أبداً إلى الوثوق بأي سلطة مركزية أو وسطاء للتعامل مع أموالك – ولا حتى لفرض القواعد عليك.

النتيجة: أصبح تبني البيتكوين اليوم أقوى من أي وقت مضى وتضاعف حجم المعاملات خلال العام الماضي. رسوم المعاملات هي الآن بأسعار معقولة أكثر، ونمت شبكة لايتنينغ التابعة للبتكوين باطراد منذ اليوم الذي تم إطلاقها فيه.

الخطأ الثاني

يعتقدون أن فيسبوك متوافقة مع تكنولوجيا الحسابات الموزعة المفتوحة العامة مثل البيتكوين.

ليست كذلك. يعتمد نموذج أعمال فيسبوك على جمع كميات هائلة من البيانات الشخصية من المستخدمين وبيعها لمن يدفع أكثر.

بيانات المستخدم هي الأصول الأكثر قيمة. وجميع البيانات مملوكة ومسيطر عليها ومحصلة حصريًا من قبل الشركة.

علاوة على ذلك، على الرغم من اعتذارات الفيسبوك لسلسلة لا تنتهي من انتهاكات الخصوصية، فإن هذا النموذج التجاري لا يتغير.

إذن، كيف يمكن لفيسبوك أن تتعاقد مثلاً مع شركة خاصة ومغلقة ومركزية إذا كانت تستخدم تقنية عامة ومفتوحة ولا مركزية؟ في الواقع، يقول الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بنفسه إنه لم “يكتشف طريقة لجعل هذا الأمر

ينجح.”في الواقع، لا يوجد سوى طريق واحد: تُنشئ فيسبوك أصل رقمي مدعوم بالدولار الأمريكي في حسابها المصرفي.

وتضع هذه الأصول الرقمية على شبكة الكمبيوتر التي تتحكم فيها بشكل كامل. وتنتهي بنظام دفع مركزي تمامًا لا يختلف عن فيزا أو باي بال.

الخطأ الثالث

يعتقدون أن فيسبوك يمكنها على الأقل أن تستخدم تقنية البلوكتشين.

والفكرة هي أن فيسبوك سوف تعتمد وتتكيف مع البلوكتشين، وسوف تستخدمها لإنشاء سجلات واقية من التلاعب، وستجعل هذه التقنية منصة وسائل الإعلام الاجتماعية أكثر أمناً أو أكثر خصوصية.

الحقيقة يجب أن تقال، السبب الرئيسي في أن سجلات العملات الرقمية أكثر أماناً وأكثر خصوصية لا يُعزى لاستخدامها البلوكتشين أو غيرها من تكنولوجيات الحسابات الموزعة، بل لأنه لا توجد سلطة مركزية تسيطر عليها؛ لا أحد لديه السلطة لتغييرها أو إزالتها.

إنها مقاومة للتلاعب فقط لأنه لا يوجد مالكون أو متحكمون يمكنهم التلاعب بها.

بمجرد أن تستخدم هذه التقنية في نظامها الأصلي في مؤسسة خاضعة للتحكم المركزي مثل فيسبوك، فإن مزايا الأمن والخصوصية تُرمى خارج النافذة.

مثل زرع الخضار في الصحراء، أو تركيب محرك طائرة بوينغ 777 على متن اليخت عزام بطول 180 متر.