عملة بيتكوين ترتد بقوة للأعلى مستعيدةً مستوى 28,000$، وسط ترقب الثيران إعادة اختبار هذه المستويات العليا الرئي?

جويل فرانك
| 0 min read
صورة لعملة بيتكوين – المصدر: Adobe

لم يلتفت سعر عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) إلى المخاوف المتعلقة بالنشاط المفاجئ للمَحافِظ الخاملة لفترةٍ طويلةٍ مؤخّراً، ولا إلى حالة عدم اليقين السائدة حالياً والتي تجلّت آخرُ فصولها في مقاضاة شركة كوينبيس (Coinbase) للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بدعوى افتقار القواعد الناظمة لقطاع العملات الرقمية داخل الولايات المتحداة إلى الوضوح. ورغم ذلك كلّه، سجل سعر أعلى العملات الرقمية من حيث إجماليّ القيمة السوقية وأشهرها عالمياً -عملة بيتكوين- انتعاشاً لافتاً مؤخّراً لتتجاوَزَ قيمتها من جديد مستوى 28,000$ لأوّل مرّة منذ أربعة أيامٍ متواصلة.

مخطط بيانيّ لسعر عملة بيتكوين (BTC)

وربّما يعود هذا الارتفاع الأخير إلى زيادة عمليات الشراء الجارية بناءً على قراءات المؤشرات الفنية المتعلقة بخط مؤشر متوسط الحركة المقاس في مدى زمنيٍّ قدره 50 يوماً (SMA-50) والذي يستقرّ عند مستوى 27,200$، بالإضافة إلى الدعم الذي تلقّاه سعر العملة الأبرز في ساحة الكريبتو على المدى القريب والممتد من المستويات الدنيا المسجّلة مؤخّراً حول ما يزيد قليلاً عن 27,000$.

وجاء ارتفاع قيمة عملة بيتكوين (BTC) بنسبةٍ تزيد عن 2.5% يوم أمس الثلاثاء -لتستقرّ حالياً عند مستوى يتجاوز 28,200$ بقليلٍ- كي تُحيي بذلك آمال المستثمرين في قدرة العملة الرقمية ذات القيمة السوقية الأعلى عالمياً على إحداث قفزةٍ سريعةٍ لاحقةٍ تفوق مستوى 30,000$، والذي كانت قد وصلت إليه لفترة وجيزة في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر.

وتمّ إطلاق إشارة شرائيةٍ قصيرة الأجل رصدتها وكالة بلومبيرج قبل أقلَّ من أسبوعٍ واحد، عندما كان تداول عملة بيتكوين يتمّ بأسعار تقلّ قليلاً عن مستوى 29,000$. ويُشارُ إلى أنّه –تاريخياً- قد سبق لعملة بيتكوين (BTC) تحقيق مكاسب بلغت قرابة 7% خلال الأيام العشرة التي تلت ملاحظة إشارة التداول هذه.

وإذا جاز لنا أن نقارن هذه الحركة السعريّة الإيجابية بحالاتٍ مشابهةٍ لارتفاعاتٍ سعريّةٍ سابقةٍ شهدتها قيمة العملة الرقمية الأقدم من قبل، فيُمكننا أن 

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ ذلك يتطلب من سعر عملة بيتكوين تجاوز مستويات المقاومة المشكلة مؤخراً على المدى القريب مرّةً أخرى لاختبار مستوى متوسط الحركة المقاس في مدى زمنيٍّ قدره 21 يوماً (SMA-21) حول 28,900$، والموافق لمستويات القمم السعرية المسجّلة مؤخراً أواخر شهر آذار/مارس وأوائل نيسان/أبريل بين منطقتي 28,900$-29,300$.نتوقّع لسعر عملة بيتكوين أن يتّجه لاتباع مسارٍ خاطفٍ للأعلى باتجاه مستوى 31,000$ خلال الأيام الثلاثة المقبلة.

مخطط بيانيّ لأسعار عملة بيتكوين (BTC)

كذلك فمن المرجّح أن يفسح اختراق منطقة المقاومة الرئيسيّة هذه للأعلى المجال لمزيدٍ من التحركات السعريّة في الاتجاه الصاعد، وذلك بالنظر إلى عدم وجود مستويات مقاومةٍ ملحوظةٍ جديدة قبل بلوغ أعلى المستويات التي سجّلها السعر مؤخراً خلال العام الجاري حول مستوى 31,000$.

المخاطر المحتملة لعوامل الاقتصاد الكليّ قد تؤدي إلى زعزعة الأوضاع

هنالك مخاوف من أن تؤدي الأحداث الهامة المرتقبة والمتعلقة بمناحي الاقتصاد الكليّ -مثل تقارير الناتج المحلي الإجمالي إلى جانب معدل التضخم داخل الولايات المتحدة هذا الأسبوع، إضافةً إلى اجتماع الاحتياطيّ الفيدرالي الأسبوع المقبل والمواكب لصدور بيانات الوظائف والمسح الصادر عن معهد ISM- إلى عرقلة الاتجاه الصاعد لرائدة قطاع الكريبتو وحاملة لوائه، عملة بيتكوين. ويبدو ذلك محتملاً إذا ما اتسمت هذه الأحداث بتحولاتٍ جوهريةٍ يمكن أن تؤثر في مجريات الأحداث الاقتصادية العامة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وتتمثل الأسباب المنطقية لارتفاع قيمة عملة بيتكوين هذا العام في عدة نقاط؛ فإلى جانب زيادة الطلب عليها كملاذ آمنٍ وسط مخاوف الأزمة المصرفية، والانتعاش الذي شهدته قيمتها بعد حالة البيع الزائد وندرة الشراء الذي تعرّضت له السوق على مدار الربع الأخير من عام 2022، أضف إلى ذلك كلّه توقّع قرب انتهاء سلسلة الإجراءات المتشدّدة من قبل الاحتياطيّ الفيدرالي، قد تساهم هذه الأسباب جميعُها بالانتعاش الذي تشهده عملة بيتكوين (BTC) حالياً.

ووفقاً لأداة CME Fed Watch (التي تلاحق توقعات الأسواق لمعدّلات الفائدة المرتقبة)، فإنّ الحالة الافتراضيّة الأساسية للسوق حالياً تميل إلى ترجيح احتمال رفعٍ آخرَ لمعدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس (%0.25)، لتصل في إجماليّها إلى نطاق 5.0-5.25%، تليها زياداتٌ تالية يبلغ مجموعها 100 نقطة أساس (%1.0) وصولاً إلى نهاية العام الجاري.

وهكذا، توحي الأسواق بأنّ أزمة الائتمان المتوقّعة إضافةً إلى التأثير غير المباشر للزيادات الكبيرة في معدلات الفائدة ستدفع بالاقتصاد الأمريكي إلى حالةٍ من الركود خلال النصف الثاني من هذا العام، ما سيجبرُ الاحتياطيّ الفيدرالي على الحدّ من سياساته المالية المتشددة وعكس مساره الحاليّ باتجاه خفض معدلات الفائدة تدريجياً من أجل دعم النمو.

وعلى هذا النحو، يُمكننا اعتبارُ هذا التصوّر مؤشراً إيجابياً للمنحى المتوقّع لعملة بيتكوين وغيرها من أبرز العملات الرقمية بشكلٍ عام، لأنّه يفترض عوامل تشير باتجاه تطبيق سياسات التسهيل الماليّ مستقبلاً، وهو ما يدفعنا إلى استبعاد السيناريوهات التي تتوقع تراجع قيمة عملة بيتكوين قريباً؛ وبافتراض أنّ هذا التصوّر سيبقى ثابتاً إلى حدٍّ كبيرٍ على مدار الأسابيع القليلة المقبلة، فينبغي أن يحافظ سعر حاملة لواء القطاع -عملة BTC- على اتجاهه الصاعد على المدى المتوسط إلى الطويل.

تجدر الإشارة -أخيراً- إلى أنّ المؤشرات طويلة المدى على البلوكتشين إلى جانب تحليل دورات السوق طويلة الأجل السابقة لعملة بيتكوين (BTC) -كما هو مذكورٌ في هذه المقالة الجديدة– لا تنقطع عن إرسال إشاراتٍ قويّةٍ على أنّ العملة الرقمية الأشهر في ساحة الكريبتو قد دخلت مراحلها الأولى من سوقها الصاعد الجديد.