المضاربون على ارتفاع قيمة بيتكوين يستعدون لانطلاقةٍ سعريةٍ للعملة لتتجاوز مستوى 30,000$

جويل فرانك
| 0 min read
صورة لعملة بيتكوين – المصدر Adobe :

تبعاً لموقع CoinGecko فإنّ المستويات السعريّة الحالية لعملة بيتكوينBitcoin-BTC) ) تقارب 29,500$، ما يمثّل زيادةً سعريّةً بنسبة 6.0% على مدار الـ 24 ساعةً الأخيرة.

وبينما لا يزال سعر أشهر العملات الرقمية قاطبةً وأعلاها من حيث إجماليّ القيمة السوقية عالمياً -عملة بيتكوين- متراجعاً بنحو 4.5% قياساً إلى أعلى مستوياته المسجّلة خلال 10 أشهر -في وقتٍ سابقٍ من الشهر الحاليّ- وذلك أعلى مستوى 31,000$، فإنّ قيمتها قد ازدادت إلى الآن بما يقارب 10% منذ اختبار سعرها -قبل بضعة أيام- لخطّ مؤشّر متوسط ​​الحركة في مدى 50 يوماً SMA-50 عند منطقة 27,000$ وارتداده منه للأعلى بنجاح.

ومع عودة المخاوف المتعلقة بالأزمة المصرفية لاحتلال مركز دائرة الاهتمام مؤخّراً، حيث عاودت الشكوك ملاحقة بنك فيرست ريبابليك (First Republic) مجدّداً -ما أضاف مزيداً من الزخم إلى الطلب على عملة بيتكوين (Bitcoin) كملاذ أكثرَ أمناً- إلى جانب ارتفاع أسهم شركات قطاع التكنولوجيا) والذي عادةً ما يرتبط على نحوٍ إيجابيٍّ بأسعار عملة (BTC ، يستعدّ الثيران (المضاربون على الارتفاع) لانطلاقةٍ سعريّةٍ من أجل تجاوز الحاجز النفسيّ الهام عند مستوى 30,000$.

ويأتي هذا في الوقت الذي لم تعد عوامل الاقتصاد الكليّ هي الداعم الوحيد لعملة بيتكوين، فمن منظور التحليل الفنيّ ولدى قراءة مؤشراته، تستمرّ بيتكوين بالاستفادة من الزَّخَم الشرائيّ الناتج عن المنحى الإيجابيّ للمؤشرات الفنية، وفي مقدّمتها الارتداد القويّ من خط مؤشر متوسط ​​الحركة في مدى 50 يوماً (DMA-50)  للأعلى إلى جانب الارتداد القويّ من خط مؤشر متوسط الحركة في مدى 200 يومٍ (DMA-200) وتجاوز القيمة المحقّقة خلال شهر آذار/مارس الماضي حول 20,000$، وأخيراً -وليس أقلّها- حصول “التقاطع الذهبيّ” أوائل شهر شباط/فبراير الماضي (والذي عادةً ما يُشارُ إليه بتجاوز خط مؤشر متوسط الحركة المقاس في مدى 50 يوماً لنظيره في مدى 200 يومٍ للأعلى واستقراره فوقه).

وقد لفت عددٌ من المحللين على منصة تويتر الانتباه إلى أنّ عملة بيتكوين -على ما يبدو- تتّبع حالياً مسار اتجاهها الصاعد الذي سلكته عام 2019 حيث شكّلت أسعارها على المخطّطات البيانية قيعاناً سعريّةً تعلو كلٌّ منها سابقتها مشكّلةً منحنى يتّجه للأعلى.

وتساءل أحد المحللين البارزين عمّا إذا كنّا على وشك رؤية ارتفاعٍ “متسارع” لأسعار بيتكوين صعوداً إلى مستوى 50,000$.

البيانات التاريخيّة تشير إلى أنّ مسار بيتكوين الصاعد يجب أن يستمرّ

يُذكرُ أنّ تحليل الدورة السوقيّة طويلة الأجل لعملة بيتكوين يشيرُ إلى أنّه تاريخياً سيكون من الطبيعيّ اتباع العملة الرقمية الأبرز لمسارٍ صاعدٍ قويٍّ في المدى المنظور، وهو ما يضيف إلى الأسباب التي تحدو بالمضاربين على الارتفاع (من ثيران عملة BTC) إلى توقّع دفعةٍ جديدة للأعلى على المدى القريب لكي تتجاوزَ حاجز 30,000$.

وبالقياس من أدنى مستويات السوق الهابطة السعريّة لعام 2015 وصولاً إلى أعلى قمّةٍ عام 2017 للسوق الصاعدة، حقّقت عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) مكاسبَ تزيد نسبتها عن 12,500%، وقياساً من أدنى مستويات سوقها الهابطة لعام 2018 وصولاً إلى أعلى مستوًى لسوقها الصاعد في عام 2021، أضافت عملة BTC إلى قيمتها قرابة 2,100%، الأمرُ الذي ما يزال مثيراً للإعجاب.

وعلى فرض استمراريّة العوائد المحقّقة بالتناقص بعد كلّ ارتدادة من مرحلة سوقٍ هابطةٍ، فهل من الممكن أن تتطلّع عملة بيتكوين (BTC) إلى انطلاقةٍ سعريةٍ يبلغ مداها 1000% (11ضعفاً) قياساً إلى أدنى مستوياتها المحقّقة خلال عام 2022؟ يُشارُ إلى أنّ ذلك قد يعني وصول سعر عملة بيتكوين إلى منطقة 165,000$ في وقتٍ ما خلال السنوات القليلة المقبلة.

وفي سياقٍ متّصل، وتبعاً لنموذج تسعير المعروض إلى الإمداد (Stock-to-Flow) الخاص بعملة بيتكوين، وبالإشارة إلى أنّ دورة سوق بيتكوين تبلغ أربع سنواتٍ تقريباً، فإنّ ذلك قد يُعطي دلالةً على المستوى السعري المقدّر بناءً على عدد عملات BTC المتاحة للتداول في السوق قياساً إلى العدد المُنتظر إضافته إليه عبر عملية التعدين.

ومن الجدير بالذّكر أنّ السعر العادل لعملة بيتكوين حالياً يبلغ حوالي 55,000$، ويُمكنُ للسّعر أن ينطلق للأعلى وصولاً إلى ما يفوق 500,000$ خلال الدورة التالية للسوق عقب حدث التنصيف المُنتظر (خلال النصف الأول من العام القادم)، أي قرابة 20 ضعفاً صعوداً من المستويات الحاليّة.

وفي ذات الوقت، يوضّح مخطّط “قوس قزح” لعملة بيتكوين 0 (Bitcoin Rainbow Chart) الشهير من موقع Blockchaincenter.net أعلاه أنّه عند المستويات الحالية فإنّ عملة بيتكوين تقع حالياً في منطقة “التجميع داخل نطاقٍ سعريٍّ ضيّق”، بعد أن تعافت قيمتها مؤخّراً من منطقة “بيعيّة ذات حسوماتٍ هائلة” أواخر عام 2022. وبعبارة أخرى، فإنّ النموذج المُشارَ إليه سابقاً يوضّح تعافي سعر عملة BTC تدريجياً من ذروة بيعيّةٍ زائدة، وكانت عملة بيتكوين قد تمكّنت من بلوغ منطقة بيعيّةٍ زائدة -بشكلٍ مفرطٍ حقّاً- خلال آخر الموجات السعريّة الصاعدة.

وإذا ما استطاعت العملة الأبرز تكرار هذا المنحى اللافت خلال الدورة التالية للسوق الصاعدة عقب حدث التنصيف المرتقب في غضون عامٍ إلى عامٍ ونصف، فإنّ النموذج يُشيرُ الى سعرٍ محتملٍ لعملة بيتكوين في نطاق 200,000$-300,0000$, أي ما يقرُبُ من 7-10 أضعاف القيم السعريّة الحالية.

 ثيران بيتكوين بحاجةٍ إلى مراقبة مستويات المقاومة هذه

على فرض قدرة عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) بجعل سعرها يتجاوز حاجز 30,000$ سريعاً للأعلى، وذلك بحسب إشارة التداول التي أوضحها موقع بلومبرج (Bloomberg) الأسبوع الماضي والتي تشير إلى ترجيح هذا التجاوز بالعودة إلى البيانات التاريخيّة، فإنّ منطقة المقاومة الرئيسيّة الأقرب التي يجب على المتداولين متابعتها عن كثب ستكون بين منطقتي 32,500$ إلى 33,000$، حيث تقع على امتداد القمة السعريّة المسجّلة أواخر شهر أيار/مايو لعام 2022 إلى جانب المستويات السعريّة الدنيا لشهر كانون الثاني/يناير لعام 2022.

وفي حال تجاوز هذا المستوى والاستقرار أعلاه، سيكون مستوى المقاومة الرئيسيّ التالي بالانتظار لاختباره، ويستقرّ هذا المستوى عند أدنى المستويات السعرية المسجّلة في شهر شباط/فبراير لعام 2022 حول 34,000$، يليه مستوى تصحيح مؤشر فيبوناتشي البالغة نسبته 38.2% قياساً من أدنى المستويات المسجّلة خلال عام 2022 صعوداً إلى أعلى المستويات عام 2021 عند قيمةٍ تقلّ قليلاً عن 36,000$، وصولاً إلى منطقة الدعم القديمة -والتي أصبحت منطقة مقاومةٍ حالياً- عند 37,500$.

وأخيراً، وإذا ما تمكّنت عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) من تخطّي هذه المستويات السعريّة والاستقرار أعلاها، فمن المحتمل دخولها في حالة اندفاعٍ سعريٍّ سريعٍ يخترق مستوى 40,000$ للأعلى، وذلك لاختبار مستوى المقاومة التالي والموافق لمستوى تصحيح مؤشر فيبوناتشي البالغة نسبته 50% قياساً من أدنى المستويات السعريّة المسجّلة خلال عام  2022 وصولاً إلى أعلاها على الإطلاق عام 2021، والذي يقبع عند 42,000$.