بلوكتشين إيثيريوم (Ethereum-ETH) على أعتاب تسجيلِ 100 مليون عنوانِ مِحفظةٍ رقميّة برصيدٍ إيجابيّ؛ ما هو تأثير هذا ال

جويل فرانك
| 0 min read

ضرب عددُ عناوينِ المحافظِ الرقميّة -التي تحتوي على رصيد إيجابيٍّ والمسجّلةِ على بلوكتشين إيثيريوم- رقماً قياسياً جديداً يوم الإثنين، ليبلغَ عددُها 92.5 مليون محفظة رقميّة؛ ولم يكن للسوق الهابطِ في عام 2022 -والذي شهدَ ذروتَهُ في أعقاب انهيارِ واحدةٍ من أكبر منصّات تداول العملات الرقميّة (FTX) في شهر تشرين الثاني/نوفمبر- أيُّ تأثيرٍ يُذكرُ على عمليّةِ ازديادِ المحافظِ الرقميّة ذات الرصيدِ الإيجابيِّ.  

ويرى مُحلِّلون بأنَّ عددَ المحافظ الرقميّة -ذاتِ الرصيدِ الإيجابي- المُسجّلة على بلوكتشين إيثيريوم ما هي إلّا إشارةٌ إلى التقبّلِ الواسع لثاني أكبر عملة رقميّة من حيث القيمة السوقيّة. وبالنظرِ للأمر من هذه الزاوية، يُمكنِنا تفسيرُ الازديادِ المُستمرِّ والمُتتابع في عددِ هذه المحافظ كإشارةٍ على ارتفاعٍ طويلِ المدى قد تشهدُهُ أسعارُ عملة إيثيريوم (Ethereum-ETH).  

هل سيبلغُ عددُ المحافظ ذاتِ الرصيدِ الإيجابيِّ 100 مليون محفظة في الربع الماليِّ الثاني؟

خلال السنوات الثلاثةِ الماضية، أضاف بلوكتشين إيثيريوم ما يقرُبُ من 20 مليون محفظةٍ رقميّةٍ -ذات رصيدٍ إيجابيّ- سنوياً إلى سِجلّه؛ وبحساب سريعٍ نرى بأنَّ بلوكتشين إيثيريوم سيصلُ إلى 100 مليون عنوان محفظة رقميّة -مع تبقّي 7.5 مليون عنوان مِحفظةٍ رقميّة لذلك- في الربع الماليِّ الثاني من عام 2023.

وسيعودُ هذا الأمرُ بصدًى واسعٍ، مع اتّصافِ سوق الكريبتو بتقلباتِها الكبيرةِ، خاصّةً فيما يتعلّقُ بالشائعاتِ المرتبطةِ بالسوق، فعلى المُستثمرين أخذ سيناريو ارتفاعِ سعرِ عملة إيثيريوم (Ethereum-ETH) بعين الاعتبار، فورَ تخطي العملةِ لحاجزِ 100 مليون عنوانِ محفظةٍ رقميّة برصيدٍ إيجابيٍّ مُسجَّلةٍ بسجلاتِها، والذي سيترافقُ بالضجَّةِ الهائلةِ التي سيحدِثها هذا الإنجاز.  

مقاييسُ أُخرى تشيرُ أيضاً إلى استمرار النموّ القوي للشبكة

يرى الكثيرون بأنّ ازديادَ عددِ المحافظ ذات الرصيدِ الإيجابيِّ على بلوكتشين إيثيريوم ما هو إلّا مقياسٌ مبالغٌ به، بمعنى أنَّ إضافةَ محفظةٍ جديدةٍ برصيدٍ إيجابيٍّ لا يعني أبداً إضافة مستخدمٍ جديدٍ على بلوكتشين إيثيريوم. ولحُسن حظِّ المُضاربين على ارتفاع سعر عملة إيثيريوم، فهنالك مقاييسُ أخرى كثيرةٌ ترى عكسَ ذلك، حيث تشيرُ إلى استمرارِ النموِّ القويٍّ لهذه الشبكة.

وبحسبِ تقريرٍ صدرَ مُؤخراً عن منصَّةِ Alchemy -والمختصّةِ بتطوير برمجياتِ البلوكتشين- فإنّ عددَ العقود الذكيّة (smart contracts) المنشورةِ على بلوكتشين إيثيريوم الرئيسيّة (Ethereum mainnet) شهدَ ازدياداً هائلاً وصلَ إلى ما يقارب 300% في عام 2022، ما يعني بأنَّ عددَ هذهِ العقود الذكيّةِ المنشورة وصلَ تقريباً إلى معدّل ازديادِها المُسجّل في عام 2021، وذلك بالرُّغم من السوقِ الهابطةِ التي شهدَهَا عام 2022. وأشارَ التقريرُ إلى أنّ عددَ العقود الذكيّة المنشورةِ على بلوكتشين إيثيريوم وصل إلى 4.6 مليون عقدٍ في الربع الماليِّ الرابع من عام 2022.

وعلّقَ مديرُ منصّة Alchemy جاسون شاه (Jason Shah) قائلاً: “يُثبت مجتمعُ مُطوّري الويب الثالث (Web3) مجدّداً مرونتَهُ الكبيرة، حيث أوضحَ التقريرُ تركيزَهم وحَماسَهُم -أكثرَ من أيّ وقت مضى- لبناءِ مُستقبلِ هذا النظام التقنيّ، مُعترفين -بنزاهةٍ- بالعقباتِ غير الضروريّةِ التي شهِدنَاها في عام 2022”.

وعلى صعيدٍ آخر، تخطّى عددُ عُقدِ المصادَقَةِ على التحويلاتِ في بلوكتشين إيثيريوم الـ 500,000 عُقدة، مع العلم بأنّ عددَها تخطّى 400,000 في تموز/يوليو الماضي -وهي فترةٌ قصيرة لتحقيق زيادةٍ بهذا الحجم- حيث أنّ عُقدَ مصادقَةِ التحويلات على الشبكةِ هيَ عبارةٌ عن حواسيبَ تُشغّل برامجَ مُعيّنةً وظيفتُها التحقّقُ من التحويلاتِ الجارية على البلوكتشين وتدقِيقِها، وتُعتبرُ الزيادةُ في عددِ المُصادقين مؤشراً على ازديادِ قوّة الشبكة؛ ويشير هذا الأمرُ إلى صعوبةِ سيطرةِ مجموعةٍ من المُصادقين المُحتالين على الشبكةِ واستحالةِ تخريبِهم للبلوكتشين.

الوجهُ الآخرُ لانكماشِ عملة إيثيريوم يحقِّقُ لها مكاسبَ في 2023

أدّتِ السوقُ الهابطةُ التي شهدَها قطّاعُ العملات الرقميّة -والتي بدأت من حَوالي السنة- إلى انخفاضِ سعرِ عملة إيثيريوم (حيث شهدت انخفاضاً بلغَ حوالي 67.5% عن أعلى سعر لها في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2021)؛ وكان انخفاضُ عملة إيثيريوم الموضوعَ الرئيسيَّ لنقاشاتِ سوق العملات الرقميّة في الأرباع الماليّة الأخيرة.

وقد يعطي أُحدثُ تغييرٍ في بروتوكول إيثيريوم -في أيلول/سبتمبر للعام 2022- دفعةً طويلةَ المدى لسوق العملات الرقميّة؛ حيث غيَّرَتْ إيثيريوم -في أيلول/سبتمبر الماضي- نظامَ إثباتِ العمل (proof-of-work) -الذي اتّبَعَتْهُ سابقاً- إلى نظامٍ أقلَّ استهلاكاً للطاقةِ والمعروفُ باسم إثبات الرهن (proof-of-stake).

ولم يؤدِّ هذا التغيير فقط إلى تقليلِ المخاوف البيئيّة المحيطة بتعدينِ العملات الرقميّة، الأمرُ الذي قد يجذب المؤسسات الاستثماريّة في السنوات القادمة، ولكنّه لعبَ دوراً فاعلاً أيضاً في تقليلِ حدَّةِ تضخُّم عملة إيثيريوم بشكلٍ لا يستهان به. وتجدرُ الإشارةُ هنا بأنّ بيتكوين (Bitcoin-BTC) -المنافس الرئيسي لإيثيريوم- ما يزال يُعاني من مشكلةِ مُعدَّلِ استهلاك الطّاقةِ الكبير بسبب عملهِ وفق نظام إثباتِ العمل (proof-of-work).

وفي يومِ الأحدِ الموافق للخامس عشر من كانون الثاني/يناير، بلغَ معدّل إصدار العملات السنويِّ لعملة إيثيريوم حوالي 0.55%، بينما وصلَ معدّل حرقِ العملات إلى ما دون 1.2%، وبذلك فإنّ معدل الانكماش السنوي لعملة إيثيريوم يبلغُ تقريباً 0.65%، مقارنةً مع معدَّل تضخُّم نفسِ العملة والذي بلغ من 4% إلى 5% عندما كانت تعملُ وفق نظام إثبات العمل (proof-of-work).

وقد افترض بعضُ المحللين بأنَّ تأثيرَ عمليّةِ الدمج (Merge) -وهوَ مصطلحٌ يشيرُ إلى بدءِ العمل وفق نموذجِ إثبات الرهن في بلوكتشين إيثيريوم (proof-of-stake)- على انكماشِ عملة إيثيريوم هو السبب الرئيسيُّ في منع سعرِ هذه العملة من الانخفاضِ إلى ما دون 1000$، ما كان سيُعدُّ انخفاضاً سنوياً جديداً في أعقاب انهيارِ منصّة FTX؛ وبالمقارنة مع بيتكوين (Bitcoin-BTC) فقد سجّلت عملتُها انخفاضاً سنوياً جديداً بعد الحدثِ المُشار إليهِ نفسِه.

ستجري إيثيريوم قريباً تحدِيثها الكبيرَ التالي على البلوكتشين الخاصة بها -والمعروف بانقسام شنغهاي الرئيسي- والمتوقّعُ حدوثُه في آذار/مارس القادم، حيث سيسمحُ هذا التحديث بسحب عملات ETH المرهونةِ لأوّل مرّة، ومن المتوقَّعِ أن يكون لهذا التحديثِ أثرٌ إيجابيُّ واضحٌ، إذْ سيشجّعُ عدداً أكبرَ من المستثمرين على رهنِ عملات إيثيريوم ETH الخاصّة بهم.