وكالة اليوروبول (Europol) تنتقد أنشطة تعدين بيتكوين وتصرّح بأنها تجتذب عناصر إجرامية

جيمي آكي
| 1 min read

دارات حاسوب إلكترونية يعلوها شعار بيتكوين

أصدرت وكالة إنفاذ القانون الأوروبية يوروبول (Europol) تقريراً هاماً بتاريخ 10 حزيران/يونيو يستهدف مُعدّني بيتكوين (Bitcoin-BTC) وحلول شبكات البلوكتشين من الطبقة الثانية (L2)، مُبديةً قلقها إزاء إمكانية استغلال أنشطة تعدين بيتكوين للتغطية على عائدات ممارساتٍ غير مشروعة، ما يجعلها جذّابةً لجهاتٍ احتياليةٍ ومُشغّلي برمجيات طلب الفدية.

كذلك عبرت وكالة اليوروبول عن مخاوفها بشأن التحديات التي تطرحها أنشطة تعدين بيتكوين وحلول البلوكتشين من الطبقة الثانية أمام جهات التحقيق وإنفاذ القانون في تقرير مفصّلٍ من 40 صفحة حول الممارسات المتعلقة بنظم التشفير.

نظرةٌ معمّقة في تقرير اليوروبول حول تعدين بيتكوين

سلطت وكالة اليوروبول الضوء على إمكانية استغلال عناصر إجراميةٍ لأنشطة التعدين من أجل التغطية على أرباح تحققت بطرقٍ ملتويةٍ، وحتى توليد أرباح إضافيةٍ لأنفسهم من خلالها أحياناً.

كما أشار التقرير إلى حالاتٍ بعينها مثل شبكة BitClub الاحتيالية، حيث استغلَّ المتورطون في شبكة BitClub مُجمّع تعدينٍ (وهميّ) لإطلاق وعود زائفةٍ بتحقيق أرباح عبر مخططات Ponzi الاحتيالية، ما أدى إلى خسارة المشاركين فيها لمئات ملايين اليورو وما ترتب على ذلك من أعباء ماليةٍ هائلة.

ولا يقتصر قلق اليوروبول على تعدين العملات الرقمية وحسب، حيث صرّحت وكالة إنفاذ القانون الأوروبية بأن قطاع الكريبتو -بشكلٍ عام- يُشكل تهديداتٍ إضافية، مشيرةً إلى أن زيادة استخدام آليّةِ إثباتِ المعرفةِ الصِّفريّةِ (zero-knowledge proofs) وتطبيقات البلوكتشين من الطبقة الثانية يجعل تتبّع التحويلات أمراً معقداً، ما يُشكل تحدياتٍ إضافيةً أمام جهود إنفاذ القانون.

وكانت وكالة اليوروبول قد صرّحت بأن: “آلية إثبات المعرفة الصفرية (ZKP) وحلول البلوكتشين من الطبقة الثانية تسمح أيضاً بإتمام بعض المُعاملات دون عرض بياناتها علنياً”؛ وأضافت: “كذلك فإن أنظمة تشفير البيانات لهذه الآلية تسمَح لها بالتحقق من المعلومات دون الكشف علنياً عن أيّ منها”.

وفي هذا السياق، أشار تقرير اليوروبول إلى أمثلة مُحدّدة لتوضيح مخاوفها؛ فعلى سبيل المثال، تستخدم شبكة بلوكتشين عملة الخصوصية Zcash آلية إثبات المعرفة الصفرية المُستخدمة لتدقيق المُعاملات عليها كي تضمن وجود رصيدٍ كافٍ في المحفظة ومراجعة سجلّ معاملاتها دون الكشف عن بياناتٍ كهذه علناً على البلوكتشين.

بالمثل، يستخدم بروتوكول تورنيدو كاش (Tornado Cash) -الذي يقوم بخلط معاملات الكريبتو لتحسين الخصوصيّة- آلية إثبات المعرفة الصفرية حتى يُصبح بإمكان المستخدمين سحب أرصدتهم دون الكشف عمّا أودعوه مسبقاً. وعلى الرغم من أن البروتوكول المذكور هو بروتوكول خلطٍ للمعاملات غير تابع لجهة حفظٍ وصائيّ لأرصدة العملاء، تمّت إدانة أليكسي بيرتسيف (Alexey Pertsev) -مطوّر بروتوكول Tornado Cash- بتهمة غسيل الأموال في أيار/مايو 2024.

وفي الوقت الذي أدت إدانة أليكسي بيرتسيف فيه إلى تداعياتٍ جسيمةٍ على مطوّري البرمجيات مفتوحة المصدر، قام مخترقٌ بسرقة 48 مليون دولار باستخدام بروتوكول Tornado Cash بعد نجاحه باختراق شبكة Orbit Chain.

معيار SLIP39: أحد العوامل التي تسبّبت بموقف اليوروبول العدائيّ من تعدين بيتكوين

أوضح تقرير اليوروبول أن استعادة محفظةٍ تابعةٍ لعنصر إجراميّ قد تكون عمليةً “معقدةً” بسبب معيار SLIP39 التقنيّ.

ويُعَد SLIP39 -المعروف أيضاً باسم Shamir Backup- معيارَ تشفير يُستخدَم لتقسيم مُفردات عبارة استعادة المحفظة إلى عدّة أجزاء بأمان، بحيث تتوقف القدرة على استعادة مفردات العبارة على توفر أحد أجزائها، وبالتالي فهو يُحسّن من عوامل الأمان ويُصعّب من محاولات الوصول غير المصرّح بها.

يُذكر أن تقنياتٍ كهذه تُساهم في المشكلات التي أشارت إليها وكالة اليوروبول ومخاوفها المتعلقة بأنشطة تعدين بيتكوين؛ فعلى الرغم من توفيرها مزايا رائعةً، إلا أنه يُمكن استغلالها أيضاً في أنشطةٍ إجرامية.

أخيراً، أكدت الوكالة أنه يجب تطوير إستراتيجياتٍ وأدواتٍ لإنفاذ القانون بحيث تتناسب مع الأشكال الجديدة للجريمة من أجل مواكبة تطوّرات قطاع الكريبتو الذي ينمو باستمرار.

تابعونا عبر Google News من هنا