لماذا الدمج و التحديث الجديد للايثريوم قد يخلق بعض من المشاكل من حيث اللامركزية ؟

محمد لحلو
| 1 min read
Source: Google

يوم تاريخي ومهم للعملات الرقمية ، حيث كان عشاق الايثريوم و العملات الرقمية و البلوك شين ينتظرون هذا التحديث و الدمج المهم لعملة و بلوك شين الايثريوم بفارغ الصبر، بحيث ستنتقل من نظام إثبات العمل POW إلى نظام إثبات الحصة POW، مما سييرفع من سرعة المعاملات و يقلل كثيرا من الرسوم. 

حدث الدمج  بالفعل اليوم 

أعلنت الايثريوم اليوم الخميس 15 من سبتمبر 2022 ، أن الترقية والتحديث حدث بالفعل بنجاح اليوم، بحيث دمج الايثريوم لنظام إثبات الحصة ، و ستعمل هذه الالية على خفض استهلاك الطاقة بنسبة كبيرة تقدر بحوالي 99.95% مقارنة بنظام إثبات العمل.

من خلال نظام الحصة ستصبح بلوك شين الايثريوم صديقة للبيئة باستهلاك أقل للطاقة، كما أن تنفيذ المعاملات سيصبح سريعا مما سيقلل كثيرا الرسوم. تستعمل بلوك شين الايثريوم كثير في مجال التطبيقات اللامركزية Dapps و العقود الذكية و الميتافيرس و الرموز الغير قابلة للاستبدال NFT ،فهذا التحديث و الدمج ليس مهما فقط بالنسبة لبلوك شين الايثريوم، ولكنه مهم ايضا لجميع المجالات المتعلقة بالبلوك شين، فالايثريوم هي ثاني أهم عملة رقمية في العالم، و تستعمل كثيرا  في مجالات متعددة، فهي بلوك شين ثورية حقا و ذات فائدة كبيرة. 

و لكن هذا الدمج يطرح بعض من المشاكل و المخاوف التي يجب مناقشته

الدمج و مشكل اللامركزية و الامان

يتم الحفاظ على أمن نظام العمل مثل البيتكوين والايثريوم بواسطة حواسيب قوية، تتسابق هذه الحواسيب فيما بينها لحل معادلات رياضية معقدة من أجل التحقق من صحة كل كتلة جديدة من المعاملات المضافة الى البلوك شين. هذا النظام جد أمن و اثبت على مدار السنين فعاليته الامنية، و لكنه يتطلب طاقة كبيرة لتشغيله مما يخلق مشكلا بيئيا و يرفع من سعر التعدين. 

على العكس من ذلك، فإن نظام إثبات الحصة ، لا تحتاج البلوك شين إلى أجهزة حاسوب قوية لامنها، فبدل ذلك يعمل الأفراد والشركات كمدقيقين و يضعون عملة الايثر الخاصة بهم لضمان التصرفات الغير مقبولة ، و يتم تحفيزهم بمكافآت من الايثر يوم. لكي تصبح مدققا رابحا يجب ان تتوفر على الاقل على 32 ايثر يوم، و هذا ليس في استطاعت الجميع، مما يخلق مشكلا في اللامركزية ، بحيث سيصبح مدققوا شبكة الايثريوم فئة ليست كبيرة و تصبح العملة توعا مركزية في التحكم، كما أن نظام إثبات العمل اثبت قوته الامنية الشديدة، على عكس نظام الحصة فهو جديد.

إلى جانب ذلك، فهناك الكثير من التساؤلات حول هذا الدمج، فالتساؤل الأول أطلق عليه هجوم 51 بالمائة، حيث إنه بعد الدمج سيتم تأمين سلسلة البلوك شين من قبل مجموعة من الأفراد، أو المجموعات بحكم رموز الاثير التي قاموا بتجميعها، وهذا يعني بشكل نظري، أن أي مجموعة أو أفراد تسيطر على 51 بالمائة أو أكثر من الإيثريوم سوف تتحكم بشكل فعال في النظام، مما يسبب مشكلة فيما يخص اللامركزية، والتي هي أساس ومنطلق العملات الرقمية، ويبقى هذا السيناريو غير محتمل، لأن امتلاك أكثر من نصف الإيثريوم الموجود في سلسلة البلوك شين سيكون مكلفا للغاية، لكن مع ذلك يبقى هذا التساؤل قائما، وجيدا للطرح. 

هل الدمج في صالح الإيثريوم؟ 

الانتقال من نظام إثبات العمل، إلى نظام إثبات حصة فيه فوائد ومخاطر، فنظام إثبات العمل اثبت قوته الأمنية ولا مركزيته، بينما يستهلك الكثير من الطاقة، ويجعل التحقق من المعاملات بطيئا، أما نظام إثبات الحصة فهو صديق للبيئة ولا يستهلك الكثير من الطاقة، ولكن يخلق بعض من المشاكل في اللامركزية، كما أنه ليس لديه التجربة الأمنية الكافية التي حصدها نظام إثبات العمل على مدار سنين عديدة. يمكن القول إن هذا الدمج والتحديث إن أثبت كفاءته كنظام جيد لبلوك شين الإيثريوم سيخلق ثورة مهمة في مجال العملات الرقمية.

على العموم الشهور والسنوات المقبلة هي الكفيلة بالإجابة على السؤال هل الدمج في صالح عملة الإيثريوم والعملات الرقمية ونظام البلوك شين الثوري؟ 

إلى حدود كتابة هذه السطور، فإن سعر الإيثريوم حاليا هو 1597.69 دولار أمريكي بانخفاض 0.4% في 24 ساعة.