هل شارفت السوق الصاعدة على الانطلاق؟ محلل يتوقع انطلاقة بيتكوين خلال “15-20 يوماً”!

| 3 min read

فيما يرى البعض في خفض الفيدرالي لمعدلات الفائدة علامةً مبشّرةً لآفاق بيتكوين، يُحذر متشككون من حدوث ركود وشيك.

ثور متحفز على تلة في أجواء ليلية ملبدة، وفي الخلفية نجم مضيء يبدو عليه شعار بيتكوين

بعد قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض معدلات الفائدة، اكتسبت تحركات بيتكوين (Bitcoin-BTC) الصاعدة زخماً طال انتظاره، ويرى أحد المحللين أننا أصبحنا على أعتاب موجة ارتفاعاتٍ وشيكة؛ ففي منشور له على منصة X بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر، استدلَّ محلل الكريبتو Crypto Rover بأنماط تحركات سعر بيتكوين بعد أحداث التنصيف السابقة، ليستنتجَ أنَّ “سوقاً صاعدةً لعملة BTC توشك على الانطلاق خلال 15-20 يوماً” نظراً لقرب انتهاء مرحلة التجميع.

مخططات بيانية لدورات سوق بيتكوين الصاعدة عقب أحداث التنصيف السابقة، المصدر: CryptoRover/X
مخططات بيانية لدورات سوق بيتكوين الصاعدة عقب أحداث التنصيف السابقة، المصدر: CryptoRover/X

يأتي هذا التوقع متوافقاً مع تعليقاتٍ سابقةٍ لمدير CryptoQuant التنفيذي -كي يونج جو (Ki Young Ju)- تفيد بأن موجات الارتفاع التي أعقبت التنصيف في السابق بدأت عادةً خلال الربع الأخير من كلِّ عام وقع خلاله التنصيف، مؤكداً على رأيه بأن “الحيتان (كبار المستثمرين) لن تسمَح بأن يمرَّ الربع الرابع بأداء باهتٍ يشبه السنوات السابقة”، وتوقع يونج جو حدوث تحركاتٍ هائلةٍ في السوق مع اقترابنا من نهاية العام، خاصَّةً وأن العوامل الفنية والأنماط التاريخية المتكرّرة تتوافق مع توقعاتٍ بإمكانية تشكيل الربع الأخير من عام 2024 فترةً محوريةً لرائدة القطاع، مع “استهداف” تحركات سعر عملة BTC “بلوغ علامة 100,000$ أو يزيد” خلال استقبال عام 2025.

الانتخابات الأمريكية يمكنها تحفيز انطلاق سوق صاعدة هائلة

يتماشى هذا التوقع مع ما يُنتظر أن يمثل محفّزاً كبيراً، ونعني بذلك انتخابات الرئاسة الأمريكية التي يأمل الكثيرون بأن توفر ظروفاً مواتيةً لبلوغ سعر بيتكوين مستوياتٍ غير مسبوقةٍ نظراً “لكثرة الدوافع الإيجابية أياً كان الفائز بمقعد الرئاسة”؛ فمن المتوقع أن يتخذ المرشح الفائز نهجاً مخالفاً لإدارة بايدن التي تعرّضت لانتقاداتٍ كبيرة بسبب سياساتها التنظيمية في قطاع الكريبتو، ما يمكنه توفير ظروفٍ أكثرَ ملاءمةً لازدهار فئة الأصول هذه.

فالرئيس السابق دونالد ترامب (Donald Trump) أظهر صرَاحةً نيته في جعل الولايات المتحدة “عاصمة الكريبتو عالمياً”، بينما بدت نائبة الرئيس كامالا هاريس (Kamala Harris) أكثر تحفظاً، فيما تشير تقاريرُ إلى أنها قد تتبع نهجهاً تنظيمياً أكثر توازناً.

كما سبق وأن ألمح ستيوارت ألديروتي (Stuart Alderoty) -كبير مسؤولي الشؤون القانونية لدى شركة ريبل (Ripple)- إلى أهمية توفّر تشريعاتٍ تنظيميةٍ جديدة للأصول الرقمية داخل الولايات المتحدة، مؤكداً على أن “بقية دول العالم واصلت مسيرتها بعد أن أدركت قيمة هذه التقنيات الجديدة وقدرتها على توفير الوظائف ورفع حصيلة الضرائب، إضافةً لما يمكن للابتكارات الجديدة توفيره لتعزيز ازدهار الاقتصاد”.

خفض الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة يشعل مخاوف الركود ويمثل تهديداً وشيكاً

بالنظر إلى الوضع من معيار مختلف، قُوبل التفاؤل آنف الذكر بتشكيك بعض المحللين ممّن يَرَون في قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس (0.5%) مقدمةً لقرب حدوث ركود محتملٍ، إذ وجدوا فيه خطوةً استباقيةً لمعالجة “أزمة” ضعف سوق العمل في البلاد.

وغالباً ما جاءت توجّهات الخفض الحاد لمعدلات الفائدة تاريخياً من أجل الحيلولة دون تباطؤ الاقتصاد، فآخر إجراءين تم خلالهما خفض معدلات الفائدة بمعدل 0.5% أو يزيد -بتاريخي 3 كانون الثاني/يناير 2001 و18 أيلول/سبتمبر 2007- جاءا قبل حدوث ركود، وهوَى حينها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) بنسبة 39% و54% توالياً، لذا يرى بعض المحللين -وفق هذه البيانات التاريخية- أن الخفض الحالي لمعدلات الفائدة قد يكون دلالةً على وجود نقاط ضعفٍ في هيكلية الاقتصاد، وليس محفّزاً لانطلاق سوق صاعدة.

وبينما قد يُحفز خفض معدلات الفائدة انطلاقة بيتكوين وغيرها من أبرز العملات الرقمية في البداية، فإن احتمال تباطؤ الاقتصاد يحدّ من التفاؤل على المدى الطويل، فقد سبق وحذّرت شركة 10x Research من أن خفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس (0.5%) قد “يُنبئ بحدوث قلاقل أعمق في الأسواق”، ويعكس وجود مشاكل صعبة الإصلاح، وليست مجرّد معالجةٍ لمستجداتٍ اقتصادية، ما قد يقلل رغبة الاستثمار في الأصول الخطرة كعملة BTC.

أخيراً، يرى بعض المحللين أن التبعات المحتملة للقرار قد ينتج عنها حدوث تراجعاتٍ في نطاق 15-20% واختبار مستوياتٍ دنيا جديدة فور تلاشي الصخب المبدئيّ للقرار وثبوت صحة المخاوف بشأن إمكانية تباطؤ الاقتصاد.

تابعونا عبر Google News من هنا