العملات المستقرة غير المرتبطة بالدولار أمامَ “فرصٍ مذهلةٍ” بحسب كبيرِ المسؤولين الإستراتيجيين لمنصّة بينان?

Ruholamin Haqshanas
| 0 min read
Image Source: Pixabay

مصدر الصورة: Pixabay

تزامناً مع قيام المُشرّعين في الولايات المتحدة بحظرِ عمليّات إصدار عملة منصة بينانس المستقرة (Binance USD-BUSD)، بدأت أكبرُ منصّةِ تداولٍ على مستوى العالم -وهي منصة بينانس (Binance)- بالبحث عن بدائلَ أخرى للعملات المستقرة المرتبطةِ بالدولار، وقد حظيت هذه الفكرة باهتمام العديد من الراغبين بالشراكةِ مع المنصة.

وصرّح كبيرُ المسؤولين الاستراتيجيّين في منصة بينانس (Binance) باتريك هيلمان (Patrick Hillmann) بأنّ العديد من الكياناتِ العامة والخاصة أعربت عن رغبتها بالتعاونِ مع منصّة بينانس لإصدار عملةٍ مستقرّةٍ أخرى غير مرتبطةٍ بالدولار؛ وفي معرض حديثه مع مجلة فوربس (Forbes)، أضاف هيلمان بالقول: “تتوافرُ أمامنا العديدُ من الفرص المثيرة للاهتمام، أبرزُها تلك القادمة من أوروبا والشرق الأوسط”، بدون أن يذكرَ أيّ تفاصيل أخرى.

جديرٌ بالذكر أنّ فكرة إصدار منصة بينانس (Binance) لعملةٍ مستقرة جديدةٍ غير مرتبطة بالدولار ليست وليدة اليوم، فقد قال المديرُ التنفيذيّ لمنصة بينانس (Binance) تشانغ-بينغ زهاو (Changpeng Zhao) في تغريدةٍ على تويتر الأٍسبوع الفائت بأنّ المنصة تسعى -بالتعاونِ مع آخرين- لإصدارِ عملةٍ مستقرةٍ غير مرتبطةٍ بالدولار، ولكنّ تنفيذ هذه الفكرة ليس بالأمرِ السهل كما يرى العديدُ من الخبراء، نظراً لعدم قدرة أيِّ عملةٍ مستقرة غير مرتبطةٍ بالدولار على تشكيلِ أرضيّةٍ شعبيّةٍ واضحةٍ وحشد قبولٍ جماهيريٍّ بارز.

فعلى سبيل المقارنة، تعدُّ عملة تيثر المستقرّة المرتبطة باليورو (Euro Tether-EURT) أكبرَ عملةٍ مستقرةٍ غير مرتبطةٍ بالدولار، حيث تبلغ قيمتها السوقية 220 مليون دولار، في حين تتفوّق عملة تيثر المستقرّة المرتبطة بالدولار (USDT) بفارقٍ مهولٍ عن تلك المرتبطةِ باليورو، حيث تخطّت قيمتُها السوقيّة 70 مليار دولار.

ويعدّ DFX Finance بروتوكول تمويلٍ لامركزيٍّ للعملات المستقرة غير المرتبطةِ بالدولار، وقد صرّح أحد مؤسّسِيهِ كيفن زانك (Kevin Zhang) قائلاً:

“وقفت القوانينُ لفترةٍ طويلةٍ عائقاً -من بينِ العديدِ من العوائقِ الأخرى- يحدُّ من انتشارِ العملات المستقرَّةِ غيرِ المرتبطة بالدولار، ويأمل مُصْدِرُو العملات المستقرّة بأن تُسنَّ قوانينُ مناسبةٌ تنظّم آليّة عملهم، دون الحاجةِ لوضع افتراضاتٍ عديدةٍ وإنفاقِ مبالغ طائلةٍ على المُحامين لقاء الاستشاراتِ القانونية”. 

وأشارَ زانك إلى الجانب المشرق من الموقف العدائيّ للمُشرِّعين الأمريكيّين، ويتمثل هذا الجانبُ بخلقِ فرصٍ لإصدارِ عملاتٍ مستقرةٍ غيرِ مرتبطةٍ بالدولار، وأوضح قائلاً: “لا يمكن أبداً تجاهلُ دورِ منصّة بينانس (Binance) في قطّاع العملات الرقميةِ المستقرة، وذلك بفضل حجم المنصة الكبيرِ وتأثيرها المَهُول في السوق، كما أنّ إبرازَ قيمة أزواج العملاتِ المتداولة من خلال بعض العملات الرقمية المستقرّة المُحدَّدةِ يخلِقُ تأثيراتٍ شبكيّةً ضخمة”.

وقد شهدَ الأسبوع الماضي إصدارَ إدارةِ نيويورك للخدمات المالية (New York Department of Financial Services-DFS) أمراً لمنصّة باكسوس (Paxos) يقضي بوقفِ إصدارِها عملة BUSD، علماً بأنّ باكسوس شركةُ أصولٍ رقميّةٍ تقوم بإصدار عملة بينانس المستقرة المرتبطةِ بالدولار (BUSD)؛ وتمّ الكشف عن نيّةِ لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) مقاضاة شركة باكسوس (Paxos) بما يتعلق بإصدارها لعملة BUSD، حيث تعدُّ عملة BUSD سنداتٍ ماليّةً غيرَ مُسجّلةٍ، وذلك وفقاً للّجنةِ المذكورة.

خسارة منصة بينانس (Binance) لمكانتِها في السوق الأمريكية

بالإضافة إلى المشاكلِ المحيطة بعملتها المستقرّة، تواجه منصة بينانس (Binance) العديدَ من المصاعب الأخرى في الولايات المتحدة على عدّة أصعدةٍ ومنها رفع بنك Signature -الشريكِ البنكيّ لمنصة بينانس (Binance)- الشهرَ الماضي للحدِّ الأدنى لعمليّاتِ تحويل الدولار، كما أعلن البنك أنّه لن يقومَ بمعالجة عمليات التداولِ إلا للعملاء الذين يمتلكون رصيداً بنكياً يتخطى 100,000$.

كما أعلنت منصة بينانس (Binance) -مطلعَ الشهر الحالي- إيقافها المؤقّت لعملياتِ السحب والإيداع بالدولار للعملاءِ الدوليين، ويأتي هذا الإعلان بعد إرسالِ السلطات المختصّة في الولايات المتحدة مُذكّراتِ استدعاءٍ لصناديق التحوّطِ الأمريكية وشركات صناعةِ السوق المتعاملة مع منصّة بينانس (Binance)، حيث طُلبَ منهم تقديمُ سجلات اتصالاتهم مع المنصّةِ المذكورة.