السقوط الحرّ للّيرة التركية يُظهر قوة البتكوين

فريدريك فولد
| 0 min read

مع استمرار انخفاض الليرة التركية بأكثر من 20٪ مقابل الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي، يزداد عدد المواطنين الأتراك الذين يبحثون عن البتكوين لحماية أنفسهم من هبوط العملة.

Source: iStock/Joel Carillet

وجاء أحدث انخفاض للّيرة التركية نتيجة نزاع تجاري مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن يوم الجمعة عبر تويتر أنه “أذن بمضاعفة التعريفات الجمركية على الفولاذ والألمونيوم المستورد من تركيا”.

وفي الوقت الذي تتنازع فيه الحكومتان على العقوبات والتعريفات التجارية، يُجبر المواطنون العاديون على البحث عن طرق للحفاظ على المال الذي قد جنوه.

كتب أحد مستخدمي Reddit، ويبدو أنه من تركيا، أن الوعي ببتكوين ينتشر بسرعة في تركيا، وأن منتديات المناقشة على الإنترنت التي كانت تُستخدم للتعامل مع أسعار صرف الدولار أصبحت الآن تستخدم بشكل متزايد في نشر مخططات أسعار البتكوين وأفكار الاستثمار فيها. ومع ذلك، أضاف نفس المستخدم أن الشعب التركي لا يزال بحاجة للتعلم بشكل أكبر عن هذا الموضوع، واقترح أن الحملات الإعلامية الاجتماعية التي تهدف إلى زيادة المعرفة ببتكوين في البلاد قد تكون فعالة للغاية.

ارتفاع حجم التداول في البورصات التركية

وفقًا لبيانات من موقع Coinmarketcap.com، شهدت منصة تداول البتكوين التركية BTCTurk زيادة في حجم التداول بنسبة 110٪ على مدار الأيام السبعة الماضية، في حين ارتفعت نسبة التداول كذلك في منافسها Paribu المحلي بنسبة 125٪ تقريبًا عن نفس الفترة الزمنية.

كما تظهر بيانات تداول من نظير إلى نظير زيادة الاهتمام بالبتكوين:

Weekly LocalBitcoins Volume (Turkish Lira). Source: Coin.dance

وقد ارتفع سعر البتكوين أمام الليرة التركية بنسبة 65٪ تقريبًا منذ أن وصل إلى أدنى مستوياته في أواخر شهر حزيران/يونيو، حيث حدثت الزيادات الحادة خلال الأيام القليلة الماضية، وفقًا لبيانات الأسعار من منصة Bitfinex. ومع استمرار انخفاض الليرة، من المتوقع استمرار تحويل المزيد من العملة التركية إلى بتكوين.

في هذه الأثناء، لامست عملة الراند لجنوب أفريقيا كذلك أدنى مستوى لها منذ عامين وسط مخاوف كبيرة في السوق من أن الوضع في تركيا قد يمتد إلى العملات الأخرى الناشئة.

وكان الراند تحت ضغوط شديدة منذ فترة طويلة، وقد أفادت العديد من وسائل الإعلام على مدار أشهر بأن الوضع غير المؤكد في البلاد قد أفاد البتكوين، على الرغم من شكوك الحكومة.

بالعودة إلى تركيا، طلب الرئيس رجب طيب أردوغان في نهاية الأسبوع من مواطني بلاده تحويل الدولارات الأمريكية والذهب إلى الليرة التركية في أقرب وقت ممكن للمساعدة في منع تدهور وضع عملة البلد بشكل أكبر.

فقد قال أردوغان: “قوموا بتحويل اليورو والدولارات والذهب الذي تحتفظون به تحت وسائدكم إلى الليرات في بنوكنا. إن هذا صراع محلي ووطني،” في إشارة إلى التعريفات الأمريكية على أنها “حرب اقتصادية”.

ومع ذلك، بخلاف إخبار المواطنين بأن الولايات المتحدة لها “دولاراتها” ولدينا “إلهنا”، لم يقدم أردوغان ضمانًا إلى الأشخاص الذين يتساءلون عن السبب في الاحتفاظ بعملة انخفضت قيمتها تقريبًا بنسبة 45٪ مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية العام.

لحسن الحظ بالنسبة للكثير الأتراك، لا تزال البنوك التركية تقبل التعاملات مع منصات تبادل البتكوين، مما يعني أنه يمكن شراء عملة رقمية مقابل العملة المحلية في البورصات عبر الإنترنت. ويختلف هذا عن الوضع في إيران والصين وغيرها من البلدان التي يمكن أن يحدث فيها تداول العملات الرقمية من خلال أسواق نظير إلى نظير مثل Localbitcoins.com بسبب القيود الحكومية.

كما ذكر موقعنا Cryptonews.com سابقاً، أنه في حين أن العملات الرقمية قد تبدو وكأنها ملجأ للناس في الاقتصادات المتعثرة، لا يوجد حتى الآن أي دليل ملموس على مدى سلامتها على المدى الطويل.