هل خوازمية اثبات الحصّة (PoS) هي الحلّ؟

| 0 min read

من بين المزايا التي وفرتها تقنية البلوك تشين إنشاء بنية تحتية لا مركزية للبتكوين لمساعدة المستخدمين على المشاركة في صنع القرار من خلال آلية التوافق أو الإجماع.

Source: iStock/MicroStockHub

تعرف هذه الآلية باسم خوارزمية إثبات العمل (PoW)، أو عملية يقوم فيها المنقبون عن البتكوين بالتنافس على حلّ الألغاز المشفرة من أجل إضافتها إلى سلسة الكتل، أيّ البلوك تشين وكسب البتكوين. وكما نعلم جميعاً، تتطلب هذه العملية كمية هائلة من الطاقة والاستخدام المحوسب.

وعليه، فإن كان لديك معدّات تنقيب أكثر كفاءة وفاعليّة، ستكون لديك فرصة أكبر للحصول على مكافئات البتكوين. وهكذا، وفي محاولة لزيادة نسبة التنقيب أو القوة المحوسبة، بدأ المنقبون عن البتكوين في إنشاء ما يسمى مزارع التنقيب وأحواض التنقيب بجمع قدراتهم والعمل معاً. وللأسف، فقد ساهم ذلك في جعل البلوك تشين أكثر مركزية، حيث أن هذه المزارع والأحواض لديها تأثير أكبر على الشبكة كمجموعة.

ففي وقت كتابة هذا التقرير، كانت خمسة أحواض تنقيب فقط تسيطر على 70٪ من قوّة فكّ التشفير، وهذا أمر مثيرٌ للقلق.

البديل لخوارزمية إثبات العمل هو آلية أخرى من آليات التوافق، وتدعى إثبات الحصّة (PoS) أو الرهن، التي تخطط منصة إيثيريوم تبنيها في تحديثها الجديد لكاسبر (Casper).

تستخدم هذه الخوارزمية مدقّقين بدلاً من المنقبين، بحيث تختار أحد أعضاء الشبكة للعمل على فكّ تشفير اللغز الجديد دون منافسة، وعندما يتم اكتشاف كتلة يعتقدون أنه يمكن إضافتها إلى السلسلة، فإنهم سيتحققون من صحتها من خلال وضع “رهان” عليها، وإذا تم إلحاقها للشبكة، يحصل المدققون على مكافأة تتناسب مع رهاناتهم؛ كلما كان رهانك أكبر، كانت فرصتك أكبر في جمع المكافأة.

لكن يبدو أن النظام الجديد يعطي أفضلية للأغنياء، وفي الوقت نفسه يفشل في حلّ بعض المشاكل التي واجهت اثبات العمل، مثل استيلاء الأغلبية على الشبكة. ومع ذلك، فإن فيتاليك بوترين، أحدّ مؤسسي شركة إيثيريوم، يعد بأن “كاسبر صُمّم ليعطي حوافز أكثر للمدققين لضمان أمن الشبكة، وسيضمن معاقبة المنقبين الذين يحاولون الاختفاء من الشبكة، بقصدٍ أو بغيره.”

ويضيف جون تشوي، الذي يعمل في إيثيريوم، أن “الأمر الجيّد هنا أن آلية إثبات الحصّة تعدّ أكثر مساواة من خوارزمية إثبات العمل التي تستخدمها البتكوين”.

هل تعدنا شركة إيثيريوم بأكثر من اللازم؛ لامركزية، واستهلاك طاقة أقل، من بين مزايا الأخرى؟ هل ستساعدنا هذه الخوارزمية في حلّ المشاكل الأخرى التي تواجهها هذه التكنولوجيا حديثة الولادة، مثل قابلية توسع الشبكة، وقدرتها على إجراء عدد أكبر من المعاملات؟

وفقًا لمؤيدي خوارزمية إثبات الحصّة، يتم حلّ هذه المشكلة الأخيرة من خلال موافقة أعضاء محددين في الشبكة على ما إذا كانوا يريدون إدراج الكتلة التالية على السلسلة أم لا، مما يعني التقليل من عدد العمليات غير الضرورية، بعكس المنافسة، ولكن لسوء الحظ، قد يعيدنا هذا إلى مسألة المركزية والأمن؛ فنحن بحاجة إلى التأكد من عدم تحكم أحد في بياناتنا وأمنها.

كما يقول فيتاليك، لا يوجد نظام في العالم يوفر حماية 100٪ من إمكانية الاختراق، أو اقتحام السجلات والتلاعب بالأرقام، هذه مشكلة كبيرة تواجهها حتى المؤسسات المركزية، وليس بالغريب أن تواجهها الأنظمة اللامركزية أيضًا.

ما نريد قوله هنا، أنه يجب على المرء ألّا يعدنا بالكثير بينما يكون عالق في حلول تخلق مشاكل جديدة. قد تمهد خوارزمية إثبات الحصّة الطريق نحو حلول أفضل، لكن الطريق أمامنا ما تزال طويلة.