كبيرة محلليNansen ترى أن ETFs الخاصّة بتداول بيتكوين (Bitcoin) الفوريّ قد تحدّ من سيطرة الحيتان وتعزّز استقرار السوق

Ruholamin Haqshanas
| 0 min read

زوج من الحيتان في مياه زرقاء صافية

المصدر: iStock/Marie-Elizabeth Mali

تستعد ساحة الكريبتو لاستقبال تغييرٍ هائلٍ إثرَ صدور الموافقات الأخيرة على إنشاء صناديق التداول الفوريّ لبيتكوين (Bitcoin-BTC) في البورصة (Bitcoin Spot ETFs).

وتعتقد أوريلي بارثير (Aurelie Barthere) -كبيرة محللي الأبحاث لدى منصةٍ تتبع البلوكتشين نانسِن (Nansen)- أن هذه الموافقات ستؤثر بشكلٍ خاصٍ على كبار مستثمري الكريبتو، وهم “الحيتان” ممّن يمتلكون نسبةً كبيرةً من المعروض الحاليّ للعملات الرقمية، ويتمتعون بتأثيرٍ هائلٍ في أسواق التداول الفوري.

وقالت بارثير في مقابلةٍ حديثةٍ مع موقع Cryptonews.com: “نحن نعلم أن توزّع ملكية العملات الرقمية غير متوازنٍ مطلقاً، فمَحافظ “الحيتان” تحظى بحصّة الأسد من معروض العملات الرقمية”، مضيفةً أنه  “من البديهيّ أن أيَّ تغييرٍ في هذه التركيبة من شأنه أن يقلل من تقلبات الأسعار على المدى الطويل”.

واستناداً إلى ذلك، فإنها ترى أن إطلاق ETFs متعلقةٍ بتداول بيتكوين الفوريّ سيجلب المزيد من السيولة إلى أسواق التداول الفوريّ، ما قد يؤدي -في نهاية المطاف- إلى سوقٍ أكثرَ استقراراً.

يُشار إلى أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) قد منحت الأسبوع الماضي موافقتها على 11 طلباً لإطلاق صندوق تداولٍ فوريٍّ لبيتكوين في البورصة، منهيةً بذلك معارضتها -التي دامت لأكثرَ من عقدٍ من الزمن- من أجل إفساح المجال أمام هذا النوع من الأصول؛ كما يأتي هذا القرار أيضاً بعد أكثر من عقدٍ من الموافقة على إطلاق أول صندوقٍ استثماريٍّ يتعلق بالعملات الرقمية، وهو صندوقٌ يمثل -من حيث المبدأ- منتَجاً مالياً مصمَّماً لتتبع أداء الأصول المختلفة كالسلع والأسهم. وبالمثل، فإن وظيفة صناديق بيتكوين المعتمَدة حديثاً هي تتبُّع سعر بيتكوين في أسواق التداول الفوريّ على وجه التحديد.

وتتولى شركات وول ستريت العملاقة مثل بلاك روك (BlackRock) وفيديليتي (Fidelity) وفانيك (VanEck) -إلى جانب العديد من الشركات العاملة في مجال الكريبتو- مهمّة إدخال هذه الصناديق المتداوَلة إلى السوق. ومن المتوقع لحدث الموافقة على هذه المنتجات أن يجتذبَ تدفقاتٍ ماليةً ضخمةً للاستثمار بعملة بيتكوين (BTC)، حيث أعربَ عددٌ من الشخصيّات النافذة في قطاع الكريبتو عن حماسِهم بشأن تأثيرها على قطاع الأصول الرقمية.

بارثير تتوقع إعادة توزيع معروض بيتكوين (BTC) ليشمل مُشترين جدداً


في معرض ردّها عن سؤالٍ حول التأثيرات المباشرة لصناديق التداول الفوريّ لبيتكوين في البورصة (Spot Bitcoin ETFs)، توقعت بارثير أن يشهد القطاع إعادة توزيع المعروض المتداول من عملات بيتكوين ليشمل المشترين الجدد، بيد أنّها حذّرت من أن معنويات المستثمرين ستتوقف على عواملَ اقتصاديةٍ تمتد لما هو أبعد من مجال الكريبتو نفسه، حيث قالت في هذا الصدد:

“من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إعادة التوزيعٍ النسبيٍّ للمعروض المتداول من عملات بيتكوين ليشمل مشترين جدداً”، مضيفةً أن “المشاعر العامة للمستثمرين تعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على عوامل أخرى، منها -على سبيل المثال- استمرارُ تراجع معدل التضخم، وإعلان الاحتياطي الفيدرالي عن سياساتٍ تتجه لخفضِ معدل الفائدة بنسبةٍ تتوافق مع التوقعات السائدة في الأسواق.

وفيما يتعلق بأداء ETFs في المدى المنظور، توقعت بارثير أن تجتذب الصناديق ذات الرسوم المنخفضة استثماراتٍ أكبرَ، حيث قالت: “يُنظر إلى صناديق تداول بيتكوين في البورصة (Bitcoin ETFs) والعقود الآجلة بكونهما أداتين مختلفتين، فمن المتوقع أن تبقى العقود الآجلة خياراً مفضلاً للتداول والتحوّط بينما ستكون صناديق بيتكوين المتداوَلة أداةً للتداول الفرديّ، كما هو الحال مع أسواق المال التقليدية”.

وترى بارثير “أن المنافسة بين موفري Bitcoin ETFs ستقرّرها عدّةُ عوامل، منها سُمعة الشركة وحجمُها، والانطباع السائد حالياً تجاهها، إضافةً إلى رسوم الإدارة التي ستفرضها؛ وهي عوامل ستؤدي على الأرجح إلى سيطرة بعض كبار اللاعبين على السوق وفقاً لتوقعاتها.

وفي السياقِ نفسه، توقع محللو بنك جيه بي مورجان(JPMorgan)  أيضاً أن نجاح منتجات ETFs الجديدة سيتوقف على عاملي الرسوم والسيولة، حيث توقعوا خروج استثماراتٍ ضخمةٍ من صندوقGBTC  -العائد لشركة جرايسكيل (Grayscale)- بسبب الرسوم المرتفعة التي أعلنت عنها، والبالغة 1.5%.

علاوةً على ذلك، يتوقع المستثمرون من المضاربين أن يحصدوا الأرباح من أسهم GBTC التي اشتروها بسعرٍ مخفّض عبر السوق الثانوية خلال العام الماضي، حيث يأملون بإلغاء الخصم على صافي قيمة الأصول عند تحويلها إلى ETFs؛ وهكذا فقد يؤدي ذلك بالمُجمل إلى خروج استثماراتٍ تُقارب قيمتها 3 مليار دولار من صندوق GBTC باتجاه الصناديق المتداوَلة حديثة الإطلاق.

كذلك ذهب بعض المحللين لما هو أبعد من ذلك، إذ توقعوا حدوث حركة خروج أكبرَ لاستثماراتٍ يمكن أن تتراوح بين 5 و10 مليارات دولار إذا فشل صندوق GBTC بخفض رسومه إلى مستوى 0.25% التي اعتمدتها شركاتٌ أخرى مثل بلاك روك (BlackRock).

صناديق التداول الفوريّ لإيثيريوم (ETH Spot ETFs) تسرق الأضواء


توقعت بارثير أن يكون لإطلاق ETFs الخاصّة ببيتكوين انعكاساتٌ إيجابيةٌ على عملة إيثيريوم وعملاتٍ بديلةٍ أخرى، وذلك بالاستفادة من التكهنات التي تدور حول هويّة العملة الرقمية التالية التي ستحظى بصناديق خاصةٍ بتداولها الفوريّ في البورصة على غرار بيتكوين، حيث صرَّحت حول هذا الأمر بقولها: “بالتأكيد ستنتشر التكهنات حول ETFs المتوقّع صدورُها للعملةِ التالية، وهو أمرٌ إيجابيٌ بالنسبة لعملة إيثيريوم (Ethereum-ETH) والعملات البديلة”.

وأضافت أن بعض المتقدمين سيسعون للحصول على موافقةٍ لإنشاء ETFs خاصّةٍ بعملاتٍ رقميةٍ أخرى -كعملة ETH- في أقرب وقتٍ أيضاً. وقالت: “نعم، فالشائعات تدور حول مساعٍ بدأتها شركة BlackRock لتقديم طلبٍ بغرض الحصول على صندوقٍ متداوَلٍ في البورصة لتداول إيثيريوم الفوريّ (ETH Spot ETF)”.

من جانب آخر، تواردت أنباءٌ حول توقعاتٍ لشركة QCP Capital -وهي شركة تداول عملاتٍ رقميةٍ مقرُّها سنغافورة- تقول بأن أداء عملة إيثيريوم (ETH) سيتفوّق على أداء نظيرتها بيتكوين (BTC) على المدى المتوسّط، وذلك تحت تأثير الضجّة المتوقّعة والمتعلقة بالموافقات المحتملة على إنشاء صناديقَ متداولةٍ في البورصة لتداول إيثيريوم الفوريّ (ETH Spot ETFs)، ومن المتوقّع أن يساعد ذلك في تفوّق أداء إيثيريوم (ETH) على أداء عملة بيتكوين (BTC).

وترى بارثير-في الوقت نفسه- أن الموافقة على إطلاق Bitcoin Spot ETFs ستُزيل العقبات التنظيمية ومشكلات الحفظ الوصائيّ، وستسهّل تحوُّلَ مستثمري أسواق المال التقليدية للاستثمار بعملة بيتكوين، إلا أنها أشارت إلى أن تبني تقنية البلوكتشين يبقى موضوعاً منفصلاً ذا خلفياتٍ خاصةٍ، منوّهةً بأهميّة المشاريع التجريبيّة التي تعمل عليها كبريات مؤسسات التكنولوجيا في الوقت الحاضر.