تحليل استثمار مارك زوكربيرغ في قطّاع الميتافيرس: خسائر وصلت إلى 21 مليار دولار حتى الآن

فريدريك فولد
| 2 min read
المصدر: AdobeStock/Romain TALON

بلغت تكلفة استثمار مارك زوكربيرغ (Mark Zuckerberg) -مالك منصة فيسبوك- في قطّاع الميتافيرس (metaverse) 21 مليار دولار حتّى اللحظة، دون تحقيق أيِّ نتائجَ تُذكرُ من ذلك وفقاً لمقالة تم نشرها مؤخراً في بلومبيرج (Bloomberg).

وعلى الرغم من المبالغ الضخمة التي تمّ صرفُها في تطوير الميتافيرس الخاص به، لم يتمكن زوكربيرغ وشركته ميتا (Meta) المالكة لمنصة فيسبوك سوى من بيع 20 مليون عِدّةِ واقعٍ افتراضيّ (Quest VR) منذ 2019، وفقاً لما ذكره الكاتب المتخصّص في شؤون التكنولوجيا دايف لي (Dave Lee) في مقالته في بلومبيرج.

وأضاف الكاتب نفسه بأنّ عدد المستخدمين النشطين في تجربة الميتافيرس الكبرى المسمّاةHorizon Worlds من شركة ميتا قد بلغ حوالي 200,000 مستخدم فقط، وهو عددٌ ضئيلٌ بالمقارنة مع كمّ المبالغ المصروفة في عمليات تطوير الميتافيرس الخاصّ بشركة ميتا.

وعقّب الكاتب بالقول: “تثير المعطيات الأخيرة سؤالاً واضحاً مفاده: ما هو المبلغ الذي يتقبّل زوكربيرغ إنفاقه بهدف إنجاح الميتافيرس الخاص به”، وأرفق سؤاله بمخططٍ بيانيٍّ يظهر خسائر المشروع منذ إطلاقه.

المصدر: Bloomberg

إيرادات الإعلانات تبقى قويّة


يكمن السر وراء تمكن زوكربيرغ من إنفاق مبالغ طائلةٍ في مشروع الميتافيرس الخاص به -بالرغم من خسائره الفادحة حتى الآن- هو بقاء الإعلانات على منصّات شركة ميتا قويّةً حيث حققت زيادةً في عائداتها وصلت إلى مرتبتين عشريتين لأول مرّة منذ أواخر العام 2021.

وتتوقّع المقالة بأن يشكّل النموّ الكبير في عوائد الإعلانات مصدرَ إلهاءٍ ضروريٍّ لإخماد شعور القلق لدى المستثمرين حيال المبالغ التي تم صرفها على مشاريع الميتافيرس، والتي يبلغ مقدارها 21 مليار دولار.

وفي سياقٍ متصلٍ، فمن المتوقّع أن يستمرَّ انخفاض إيرادات الأعمال المرتبطة بالميتافيرس الخاص بشركة ميتا خلال السنة الجارية، وتشتمل هذه الإيرادات على معدّات الواقع الافتراضي، بالإضافة إلى التطبيقات والخدمات المرتبطة بها والتي تمّ بيعها ما بين عامي 2021 و2022.

وبالرغم من ذلك، لم يُظهر زوكربيرغ أيَّ قلقٍ فيما يتعلق بهذه الإحصائيات، حيث أكد الأسبوع الماضي بأنّ هذه الأرقام ستشهد تحسناً، مضيفاً في تصريحٍ له -اقتبسته مقالة بلومبيرج- بأنّ “الكثيرَ من المستثمرين يأملون بأن نقوم بتخفيض الإنفاق في هذا القطّاع على المدى القصير، ولكنّي أومن بأنّنا نتزَعَّم هذه المجالات وأثق بقدرتها على التطوّر بشكلٍ كبيرٍ مع مرور الزمن”.

تشبّث شركة ميتا بمشاريع الميتافيرس


ختاماً، لاحظ الكاتب مقدار الوضوح في رفض شركة ميتا (Meta) التخلي عن مشاريعها في الميتافيرس، ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى اسم الشركة -والذي تبنته مؤخراً- والمقتبس من الميتافيرس، ما سيجعل اسمها في حال التخلي عن هذا القطّاع “مثيراً للإحراج”.

وأضاف الكاتب بأنّ مصدر القلق الأكبر يكمن في زعزعة موقع زوكربيرغ كمديرٍ تنفيذيٍّ لشركة ميتا في حال فشل توجّهه نحو قطّاع الميتافيرس، على الرغم من تعزيزه لموقعه في الشركة مؤخراً وذلك مع نجاح نسخة ميتا من تطبيق تويتر: ثريدز (Threads).

وأشار دايف لي في مقالته بأنّ “تطبيق ثريدز تمكّن في أقلّ من ساعةٍ من جذب عدد من المستخدمين يفوق الأعداد التي قام ميتافيرس Horizon Worlds باستقطابها خلال عامين ونصف العام، على الرغم من أن التطبيق يمتلك فريقاً صغيراً من المطوّرين، فضلاً عن عدم الترويج له؛ كما لم تستغرق عملية تطويره إلّا أشهراً معدودة”، واختتم الكاتب مقالته قائلاً بأنّ توجيه شركة ميتا تركيزها نحو تطبيق ثريدز سيكون خياراً أفضلَ من خيار “الجري وراء الميتافيرس”.