انخفاض الحصة السوقية لمنصة بينانس رغم الارتفاع في سوق الكريبتو، ماذا يحدث؟

فريدريك فولد
| 2 min read
المصدر: Adobeأحكمت منصة بينانس (Binance) هيمنتها لفترة طويلةٍ على تداولات قطّاع الكريبتو عالمياً، إلّا أنّ حصّتها السوقية استمرّت بالانخفاض على الرغم من تسجيل قطّاع العملات الرقمية -ككلّ- ارتفاعاتٍ ملحوظة.وقد أشار فرانك شابارو (Frank Chaparro) في مقالة رأي نشرَها مؤخراً في موقع The Block الإخباريّ إلى الانخفاض المستمرّ في الحصة السوقيّة لمنصة بينانس -أكبر منصةٍ لتداول الكريبتو عالمياً- حيث أظهرَ شابارو بأنّ الحصة السوقية لمنصة بينانس -بالنظر إلى منصّات التداول غير المدعومة بالدولار الأمريكي- قد هبطت من 74% في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي إلى 50% خلال الشهر الحالي.

ويأتي هذا الانخفاض تزامناً مع خسارة منصّة بينانس لعدد من كبار موظفيها، حيث ترك ما لا يقل عن 16 من المدراء التنفيذيين عملهم في المنصة خلال السنتين الماضيتين وفقاً لما ذكره فرانك شابارو في مقالته.

ومن بين أبرز المغادرين لمنصّة بينانس براين بروكس (Brian Brooks) -المشرِّع السابق والرئيس التنفيذيّ السابق لمنصة بينانس فرع الولايات المتحدة (Binance.US)- والذي أعلن عن تخليه عن منصبه في المنصّة بشكلٍ مفاجئٍ في آب/أغسطس من عام 2021 بعد شغلِهِ للمنصب مدة ثلاثة أشهرٍ فقط.

وقد كشف بروكس لاحقاً عن السبب الحقيقي الذي دفعه لاتخاذ هذا القرار، حيث قال بأنّه “لم يكن المسؤول الحقيقيّ عن الشركة”، مضيفاً بأنّ المدير التنفيذي لمنصّة بينانس تشانجبينج زاو -والذي يُعرف اختصاراً بـ CZ- كان المدير الفعليّ للشركة.

وبعد ترك بروكس لمنصبه في المنصة، استلم بريان شرودر (Brian Shroder) مسؤوليات المدير التنفيذيّ لمنصة Binance.US عوضاً عنه، وكان مصير الأخير مشابهاً لسابقه، حيث أعلن شرودر -منتصف شهر أيلول/سبتمبر الماضي- رحيله عن المنصة في خضمّ مواجهة منصة Binance.US للعديد من الضغوطات التنظيميّة.

وإلى جانب الرئيسين التنفيذيين الآنف ذكرهما، فقد استقال -خلال فترة قصيرة- عددٌ من المدراء التنفيذيين في المنصّة ومنهم جوناثان فارنيل (Jonathan Farnell) -رئيس منصة بينانس فرع المملكة المتحدة (Binance UK)- فضلاً عن كلٍّ من سيدني مجاليا (Sidney Majalya) -المسؤولة عن إدارة المخاطر- وسيث ليفي (Seth Levy) أحد الموظفين المخضرمين لدى شركة Citadel للخدمات الماليّة.

رحيل المدراء التنفيذيين يتسبّب بحالةٍ من التوتر


كما كان متوقعاً، فإنّ إعلان عدد من كبار الموظفين انفصالهم عن منصّة بينانس تسبَّبَ بحالةٍ من التوتر في أوساط مستخدمي المنصّة والذين ما يزال يراودهم شبح انهيار منصة FTX خلال العام الماضي.

ومن جانبه، اقتبس الكاتب شابارو في مقالته آنفة الذكر رأي أحد المتداولين المخضرمين في عقود خيارات الكريبتو قوله بأنّ الإجراءات التنظيمية المتخذة بحق منصة بينانس أثارت هلع شركات التداول ما منعهم من إيداع رؤوس أموالٍ ضخمةٍ في هذه المنصة؛ وأضاف المتداول مجهول الهوية قائلاً: “من الصعب على الجهات المؤسسيّة تخصيص عدد من مصادرها نظراً للمخاطر الرئيسية المحيطة بالمنصة، حيث تمتلك المؤسسات ذات التداولات عالية السرعة أموالاً ضخمةً بناءً على طبيعة تداولاتهم”.

ويبلغ حجم التداول اليوميّ الفوريّ لمنصة بينانس -وقت كتابة هذه المقالة- 4.6 مليار دولار بالمقارنة مع حجم التداول اليومي الفوريّ لنظيرتها منصة OKX والبالغ 1.3 مليار دولار، وذلك وفقاً لبيانات موقع CoinGecko.