فشل عرض عملات أولي: قصة سيفيل

سعيد فادلباشيتش
| 0 min read

سيفيل ميديا (Civil Media) شركة ناشئة يستطيع متابعيها استخدام عملتها الرقمية للتصويت على من يمكنه نشر الأخبار على هذه المنصة، لكنها أعلنت إغلاق عرضها الأولي للعملة (ICO)، وعرضت استرداداً كاملاً لأموال أي شخص قام بشراء هذه العملات. تمكنت الشركة من جمع 1.4 مليون دولار أمريكي من حوالي 3000 مستثمر، لكن المبلغ كان بعيداً عن هدفها البالغ 8 مليون دولار أمريكي، حتى بعد تمديد الموعد النهائي المحدد لعرض العملة الأولي.
في منشور على مدونة كتبه مؤسسها ورئيسها التنفيذي، ماثيو إيليس، قالت الشركة إن الفشل في تلبية الحدّ الأدنى من حشد التمويل يعدّ “انتكاسة لنا، ولكنه ليس بصدمة”. ومع حدوث ذلك، هذا لا يعني أن الشركة الناشئة لن تستمر، حيث أكمل المؤسس، “سيفيل لن تذهب إلى أي مكان. سيفيل ميديا موجودة لتبقى. أصبح لدى الشركة الآن تمويل قدره 3.5 مليون دولار أمريكي، وهذا لا يشمل التمويل الذي ستحصل عليه من البيع الجديد لتوكينز CVL. نحن هنا لبنائها، ونحن متحمسون لهذه البداية الجديدة.”
وقد تم الإعلان عن عرض عملات أولي جديد، “مختلف جداً عن الأخير، ونأمل أن يكون أكثر سهولة.” أمّا مبلغ الـ 3.5 مليون دولار أمريكي المذكور أعلاه أتى من ConsenSys، وهي شركة تكنولوجيا برمجيات يديرها جوزيف لوبين، المؤسس المشارك لمنصة إيثيريوم. لم تعلن الشركة بعد عن مواعيد جهودها الثانية لجمع التبرعات، لكنها قالت إن المساهمين من الجولة الأولى يمكنهم الاختيار بين استرداد أموالهم أو نقلها إلى الجولة الثانية من جمع الأموال.
علاوة على ذلك، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي أن العديد من المؤسسات الإعلامية الكبرى، بما في ذلك داو جونز، ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست، رفضت عرض سيفيل للمشاركة في مشروعها.
وقد غرّد جوشوا بنتون، مدير مختبر نيمان للصحافة بجامعة هارفارد:

Matthew Iles, CEO of Civil Media. Source: Twitter

قد يكون بيع واستخدام التوكين الأسهل الجديد هو ما تحتاجه الشركة الناشئة. كما تقول الورقة البيضاء للمنصة إن التوكينز تُستخدم لتحفيز الصحفيين على الحفاظ على معايير عالية من الجودة عند النشر في غرف الأخبار في سيفيل. ومع ذلك، لا يرى الناس المغزى من استخدام التوكينز في هذه الحالة، حيث يكتب مستخدم تويتر @Jon_Christian، “ما يقتلني بشأن هذا المشروع هو أن الجميع هناك يبدون ذوو نية طيبة، ولكنه هذه مجموعة معقدة للغاية من المصطلحات والمؤسسات. في نهاية الأمر، ما الذي تقدمه؟”

الشعور العام لمستخدمي ريديت هو نفسه. حيث كتب المستخدم u/dont_hate_scienceguy الشهر الماضي فقط، “بالنسبة للفكرة، فإن الفيديو لم يفسر لي أ) الحاجة للبلوك تشين أو ب) أن الشركة تقدم حلّاً لأي مشكلة.” وفي الوقت نفسه، سأل المستخدمu/Turniper ، “السؤال الجيد هنا هو لماذا يلقي الناس أموالهم في مشاريع كهذه؟ إنها فكرة رائعة من فريق جيد، لكن التوكين نفسه ليس ذا قيمة جوهرية ولا أرى أي سبب يجعل مشروعهم يستحق ملايين الدولارات […] أن تكون على سجلات سيفيل كصحفي لا يعني حرفياً أي شيء في عالم الإعلام الأوسع، واكتساب القوة كمعيار للصحافة الأخلاقية ستكون معركة شاقة.”

علاوة على ذلك، كانت هناك شكاوى من أنه كان من الصعب جدًا شراء التوكين، وأن المحاولات الأخيرة لم تساعد على تسهيل الأمر. كذلك، أفاد مختبر نيمان للصحافة في حزيران/يوليو أن موظفيه فشلوا في اختبار التدقيق لسيفيل.

ومع ذلك، استخدمت الشركة الناشئة إعلان مدونتها لتظهر أنه لا يزال هناك من يدعم قضيتها. وبحسب المنشور، أخبرهم أحد المعجبين: “أردت أن أقول شكرا على إنشاء سيفيل. كما نقول في المملكة المتحدة، لقد وضعتم أيديكم على مشكلة تمويل الصحافة، وفي حين أن هذه الأيام الأولى قد تكون مؤلمة، فقد أنتجتم نموذجًا أعتقد أنه سيفعل للصناعة، ما فعلته شركة أبل للحوسبة. إن الآلية التي ننتج بها الصحافة كلها تحتاج إلى تغيير كبير وأنتم بدأتم ذلك.”
وعدت سيفيل بتحديث مجتمعها في تاريخ بدء بيع التوكين الجديد، وكتبت، “سنقوم بمشاركة تحديث قريب حول كيفية الاستمرار في دعمك ومشاركتك في سيفيل.” كما يقولون إنهم بصدد محادثات مع مؤسسات إخبارية أخرى وشركاء حول العالم. وتستمر سيفيل في محاولة إثبات أن كلمة بلوك تشين لا تستخدم هباءً من أجل ضمان التمويل.