تقرير بنك بيرنبرغ الاستثماريّ يوضّح: القوانين الصارمة لهيئة الأوراق المالية والبورصات قد تتجه تالياً لتستهدف العملات المستقرّة ونظم التمويل اللامركزيّة

| 3 min read
المصدر: Adobe/iQoncept

تسعى هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) على الأرجح إلى توسيع حملة إنفاذ القوانين الصارمة التي بدأتها لتشمل كلّاً من نظم التمويل اللامركزيّة (DeFi) والعملات المستقرّة، وذلك وفقاً لما جاء في تقريرٍ صادرٍ عن بنك بيرنبرغ (Berenberg) الاستثماريّ تمّ نشره يوم الثلاثاء الماضي.

ووفقاً لما ذكره موقع CoinDesk الإخباريّ، فقد ذكرَ بنك بيرنبرغ بأنّ التوقعات تُرجّحُ استهداف هيئة الأوراق المالية والبورصات تالياً أكبرَ عملتين مستقرّتين من حيث القيمة السوقية، وهما عملتا تيثر (Tether-USDT) والدولار الرقميّ (USD Coin-USDC)، وتبلغ قيمة هاتين العملتين السوقية  110 مليار دولار مجتمعتين.

ويُنظَرُ إلى العملات المستقرّة بكونها عملاتٍ قائمةً على البلوكتشين، حيث ترتبط قيمتها بأصولٍ ذات سعرٍ مستقرٍّ نسبياً كالعملات التقليديّة. فضلاً عن ذلك، ترتبط قيمة أشهر العملات المستقرّة بالدولار الأمريكيّ، بحيث تكون مدعومةً بها نقداً، إلى جانب سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل.

وفي سياقٍ متصلٍ، فإنّ استهداف هيئة SEC لعملتي USDC وUSDT المستقرّتين يعني استهداف “العملات المستقرة التي تمثّل شريان الحياة لنظم التمويل اللامركزيّة”، وذلك وفقاً لما كتبه فريق تحليلٍ تابعٌ لبنك بيرنبرغ (Berenberg) يترأسه مارك بالمر (Mark Palmer)، كما أضاف فريق التحليل بأنّ هذه الخطوة تعدُّ أولويّةً لهيئة الأوراق المالية والبورصات في حال أرادت الحدّ من إمكانيات نظم التمويل اللامركزيّة وقدرتها على لعب دور البديل الفعّال لمنصّات التداول والمُقرضين الخاضعين للأنظمة.

من جانبها، نشرت وزارة الخزانة الأمريكية -مطلع شهر نيسان/أبريل الماضي- تقريراً حدّدت فيه الأوجه العديدة التي تشكّل من خلالها نظم التمويل اللامركزيّة تهديداً للأمن القوميّ، تماشياً مع فشل هذا القطاع بتطبيق عقوباتٍ مناسبةٍ أو حتّى الحدّ من عمليات غسيل الأموال التي تشهدها هذه الصناعة. وتشتمل التهديدات التي تمثّلها هذه النظم -بحسب الوزارة- على “الهجمات الإلكترونيّة بهدف الابتزاز الماليّ (ransomware actors)، واستخدامها من قبل اللصوص، دون أن ننسى المحتالين وتجّار المخدرات الذين يستغلون خدمات نظم التمويل اللامركزيّة في تحويل وغسيل أموالهم غير الشرعيّة”.

وفي وقتٍ سابقٍ من الشهر الحالي، أتاحت هيئة SEC مرّةً أخرى فترةً للتعليق العامّ على مقترحٍ متعلقٍ بتعديل تعريف “منصّات التداول” في ظلّ قوانين التداول الحاليّة، ويشير هذا المقترح إلى إمكانية تنظيم أعمال قطّاع نظم التمويل اللامركزيّة وفقاً للقواعد الماليّة التقليديّة، حيث كتب رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات غاري جينسلر (Gary Gensler) معلّقاً على الموضوع: “يجب أن يخضع المستثمرون في سوق كريبتو لنفس وسائل الحماية التي صمدت أمام اختبار الزمن، والمعمول بها في جميع الأسواق الأخرى، والمستمدّة من القوانين الناظمة لعمل الأوراق المالية”.

تهديدٌ آخرُ لمنصّة كوينبيس (Coinbase) يلوح في الأفق


فضلاً عن نظم التمويل اللامركزيّة، يعتقد محللو بنك بيرنبرغ الاستثماريّ بأنّ الهجوم على عملة USDC المستقرّة قد يكون له تداعياتٌ سلبيّةٌ على أكبر منصّة تداولٍ مركزيّةٍ في الولايات المتحدة، ألا وهي منصّة كوينبيس (Coinbase). وقد وصلت نسبة العائدات التي حققتها المنصّة من احتياطيّات عملة USDC إلى 27% -أي ما يعادل 199 مليون دولار- من صافي إيراداتها خلال الربع الماليّ الأول من العام الحاليّ.

وقد أقدمت هيئة SEC على رفع قضيّة قضائيّة ضد منصّة كوينبيس هذا الشهر، متهمةً إيّاها بانتهاك العديد من القوانين الناظمة لأعمال الأوراق الماليّة، وتشمل التهم قضايا عدّة منها إدراج المنصة الآنف ذكرها لعملاتٍ رقميةٍ تدّعي اللجنة أنّها أوراقٌ ماليّة، إلى جانب فشل المنصّة في تسجيل برنامج رهن العملات الخاصّ بها كنظام رهنٍ للأوراقٍ الماليّة كذلك؛ ولم يتمّ ذكر عملة USDC في القضيّة بكونها أوراقاً مالية، حيث أكّدت منصة كوينبيس بأنّ هذه العملة ليست بمثابة أوراقٍ ماليّة.

وفي اليوم السابق لهذه الأحداث، تمّ رفع دعوى قضائيّةٍ مشابهةٍ ضد منصّة بينانس (Binance)، حيث زعمت هيئة الأوراق المالية والبورصات بأنّ عملة BUSD هي أوراقٌ ماليّة، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ شركة Paxos هي الشركة المُصدِرَةُ لعملة BUSD -ثالث أكبر العملات المستقرّة من حيث القيمة السوقيّة- حيث تعمل هذه العملة بطريقةٍ مشابهةٍ جداً لنظيرتها عملة USDC.

وضمن حديثه الأسبوع الماضي مع موقع بلومبرج (Bloomberg) الإخباريّ، أعرب المدير التنفيذيّ لشركة MicroStrategy عن تأييده للكثير من المخاوف المتعلقة بالعملات المستقرّة التي جاء ذكرها في التقرير المشار إليه آنفاً، مضيفاً بأنّ “الطرق الشرعيّة موصدةٌ بالكامل” في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك فيما يتعلق بعمل العملات البديلة.

ختاماً، أضاف تقرير بنك بيرنبرغ بأنّ شركة MicroStrategy تقف على أرضيّةٍ صلبةٍ تمكّنها من التفوّق على السوق، وذلك عطفاً على امتلاكها لـ 140,000 عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC)، بالنظر إلى احتمالية تمركزِ سوق كريبتو مستقبلاً حول رائدة العملات الرقمية بيتكوين.