المستثمرون يستمرّون بشراء بيتكوين كما يُظهر أحدث تقريرٍ للتدفقات المالية – إليكم سبب كون عملة بيتكوين الأكث?

جويل فرانك
| 0 min read
مستثمر كريبتو – مصدر الصورةAdobe :

بعد أن شهدت منتجات الاستثمار المؤسّسي في الأصول الرقمية أكبرَ تدفّقٍ أسبوعيٍّ لها منذ شهر تموز/يوليو لعام 2022 بقيمة 160 مليون دولار خلال أسبوعٍ واحدٍ، ولم تتوقف هذه التدفّقات الداخلة منذ ذلك الحين، وذلك تبعاً لآخر التقارير الصادرة حول التدفّقات النقدية للأصول الرقمية الصادر على أساسٍ أسبوعيٍّ من قبل منصة كوين شيرز (CoinShares).

التدفقات النقدية للأصول الرقمية (مخططٌ بيانيٌّ أسبوعيّ) – المصدر: CoinShares

وفقاً لتصريحاتِ شركة تحليلاتِ بيانات العملات الرقمية: “شهدت المنتجات الاستثماريّة للأصول الرقمية تدفقاتٍ داخلةً صافيةً بلغ مجموعها 2.5 مليون دولار فقط، بالتزامن مع انخفاض الأحجام التداوليّة للمنتجات الاستثماريّة بنسبةٍ بلغت 33% قياساً إلى الأسبوع السابق”.

وأكملت كوين شيرز (CoinShares) قائلةً: “انعكس هذا في سوق بيتكوين مع وصول نسبة تراجع أحجام التداول في المنصات الموثوقة إلى 61%، حيث تشير البيانات الخاصة بالتدفقات النقدية وأحجام التداول إلى مشاركةٍ أقلَّ بكثيرٍ في سوق الكريبتو على مدار الأسبوع قياساً إلى سابقه”.

كما يشار إلى أنّه تبعاً للبيانات التي أعلنتهاThe Block ، فقد كان متوسّط ​​حركة أحجام التدفقات النقدية على مدار الأيام السبعة الأخيرة -اعتباراً من يوم الإثنين الماضي- قرابة 22.5 مليار دولار، متراجعةً بذلك من قيمة 46 مليار دولار خلال منتصفِ آذار/مارس الماضي.

المتوسط الأسبوعيّ لأحجام التداول

ويأتي تراجع أحجام التداول حالياً في الوقتِ الذي كان يتمّ فيه تداول عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) في نطاقٍ عَرضِيٍّ ضيّقٍ حول منطقة 28,000$ لفترةٍ من الزمن، ويحدث ذلك فيما شهدت أبرز العملات الرقميّة الأخرى ظروفاً تداوليّةً مشابهة.

عملة بيتكوين تشهد تدفقاتٍ استثماريّةً جيّدة 

بالنظر من وراء الستار، فإنّ المعنويات العامة المتعلقة بعملة بيتكوين تبدو أكثرَ إيجابيّةً ممّا يفترضه الكثيرون؛ فقد شهدت أعلى العملات الرقمية عالمياً من حيث إجماليّ القيمة السوقية صافيَ تدفّقاتٍ نقديةٍ إليها بقيمة 8.8 مليون دولار، بينما عرفت المنتجات الاستثماريّة المُراهنة على تراجع أسعار العملة الرقمية الأبرزِ ورائدة القطاع تدفقّاتٍ خارجةً بقيمة 2.5 مليون دولار.

وكانت منصة CoinShares قد أشارت إلى أنّ ارتفاع قيمة عملة بيتكوين قد ترك القيمة الإجمالية للأصول الخاضعة للإدارة المُقوّمةَ بالدولار الأمريكيّ “في أعلى مستوياتها منذ انهيار شركة ثري أروز كابيتال (3AC) في شهر حزيران/يونيو لعام 2022 عندما كانت تلك القيمة قريبةً من 23.5 مليار دولار أمريكيّ”.

التدفقات النقديّة حسب الأصل الرقميّ (مقوّمةً بالدولار الأمريكيّ) – المصدر: بلومبرج وكوين شيرز

كما شهدت المنتجات الاستثمارية لعملة إيثيريوم (Ethereum-ETH)وللمنتجات متعددة الأصول تدفّقاتٍ خارجةً بلغ إجماليّها 5.8 مليون دولار، بينما شهدت العملات الأصغر حجماً -من حيث إجماليّ قيمتها السوقية- أمثال لايتكوين (Litecoin-LTC) وترون (Tron-TRX) وسولانا (Solana-SOL) وريبل (Ripple-XRP) وبوليجون (Polygon-MATIC) تدفقاتٍ متواضعةً.

كما أشارت منصة كوين شيرز (CoinShares) إلى أنّه “تشير صافي التدفقات الاستثمارية النقدية الداخلة إلى عملة إيثيريوم (ETH) على المدى القصير (والبالغة 500,000$) إلى أنّ المستثمرين ما يزالون في حالةٍ من القلق والترقّب بشأن تحديث شنغهاي المنتظر، والذي سيتيح إمكانيّة فك الحجز عن العملات المرهونة (توزيع العائد)”.

يأتي كلُّ هذا في الوقت الذي تشير فيه البيانات الواردة من شركة تحليلات الكريبتو الأخرى والمسمّاة كريبتو كوانت CryptoQuant)) -والمهتمّة بدلاً من ذلك بتحليل البيانات على البلوكتشين- إلى أنّ الكميّة الإجماليّة لعملات بيتكوين (Bitcoin-BTC) التي يحتفظ بها مديرو الاستثمار في الأصول الرقمية -والتي يمكن أن تشمل الصناديق ومنتجات المشتقات المتداولة في البورصات- قد ارتفعت خلال الأسابيع الأخيرة في أعقاب انهيارات البنوك وأزمة القطاع المصرفيّ في الولايات المتحدة في منتصف شهر آذار/مارس الماضي.

عملة بيتكوين (BTC) – ممتلكات المؤسّسات منها

وبحسب منصة كريبتو كوانت (CryptoQuant) -واعتباراً من يوم الأحد الماضي- كانت حيازات صناديق الاستثمار من عملة بيتكوين تبلغ 692,000) BTC بقيمةٍ إجماليّةٍ تبلغ قرابة 20 مليار دولار بالأسعار الحالية)، لترتفع مقارنةً بحوالي 688,000 BTC في 14 آذار/مارس المنصرم.

وكان سعر العملة الأبرز في ساحة الكريبتو قد ارتفع بشكلٍ حادٍّ بعد تراجعٍ قصير الأجل في منتصف شهر آذار/مارس الماضي لما دون مستوى 20,000$، بينما تستقرُّ المستويات الحالية للأسعار أعلى منطقة 28,000$.

هذا وقد أرجع المحلّلون الارتداد الحاد لأسعار رائدة العملات الرقمية في قطاع الكريبتو إلى عدّة أسباب أوّلها تزايد الطلب عليها باعتبارها ملاذاً آمناً وسط مخاوف بشأن امتداد الأزمة المصرفية الأمريكية (والعالمية)، وثانيها الرهان على أنّ الاحتياطيّ الفيدرالي على وشك الانتهاء من دورة سياساته المتتشددة وربما يتّجه قريباً لخفض معدّلات الفائدة، وهو الأمر الذي بدأت آثاره تظهرُ على عائدات السندات الأمريكية ومؤشر الدولار الأمريكيّ (الذي يعزّز قطاع العملات الرقمية بشكلٍ عام).

وتبعاً للبيانات الواردة من منصةCryptoQuant ، يجب أن يكون الطلب المتزايد من جانب المستثمرين في صناديق بيتكوين الاستثمارية والمنتجات المالية المتداولة في البورصات قد لعب دوراً مهمّاً في ارتفاع الأسعار.

يُذكر أنّ اتجاه النسبة الأكبر من عملات بيتكوين (Bitcoin-BTC) إلى هذا النوع من المستثمرين يشيرُ لازدياد الاهتمام المؤسّساتي والتبنّي العام من قبلها، والذي طالما تمّ وصفه في الماضي بأنّه قد يكون هو المحرّك الرئيسيّ طويل الأجل لارتفاع أسعار العملات الرقمية.

بيتكوين قد تفرض هيمنتها على الطلب المؤسّساتي للعملات الرقمية – إليكم السبب 

يمكن لعملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) أن تستحوذ بشكلٍ كبيرٍ على الطلب المؤسّسيّ خلال دورة السوق الصاعدة التالية، ليس فقط لأنّ عملة بيتكوين هي أولى وأقدم العملات الرقمية قاطبةً وأكثرها أماناً في العالم (على الأقلّ تبعاً للعديد من مؤيديها)، بل لأنّه يُنظر إليها من قبل الكثيرين على أنّها أفضل رهانٍ متوفّرٍ حالياً لمعالجة أزمة المصارف التقليديّة في النظام الماليّ العالميّ العتيق.

أضف إلى ذلك أنّه عندما يتعلق الأمر بالقوانين التنظيمية، فإنّ الموقف تجاه عملة BTC في غاية الوضوح، في حين أنّ العديد من العملات الرقمية الأخرى تعمُّها حالةٌ من الضبابيّة التنظيميّة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكنكم أخذ هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية كأحد الأمثلة، فقد صرحت الهيئة علناً بأنّ عملة بيتكوين هي عبارةٌ عن سلعةٍ رقميّة، وبالتالي فهي لا تخضع لإشرافِ الهيئة التنظيميّ، لكنّ غالبيّة العملات الرقمية الأخرى يمكن اعتبارها أصولاً ماليّةً غيرَ مسجّلة.

وتشمل القائمة عملاتٍ رقميّةً لأنواعٍ عديدةٍ من البلوكتشين مثل إيثيريومEthereum-ETH) ) الذي يقدّم عائداً لمن يقومون برَهن حصَصهم من عملةETH ، وهو أمرٌ من المحتمل أن تنظرَ إليه هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) على أنّه يمثّل أحد أشكال الأصولِ الرقمية غير المسجلة.

ولا يقتصرُ ما يمكن أن يعرّض أحد أنواع الكريبتو لخطرِ اعتبارها أحد الأصول الرقمية غير المسجلة على عمليةِ رَهن الأصول الرقميّة للحصول على عائد؛ فالطريقة التي تمّ توزيع العملات الخاصّة بأحد أنواع البلوكتشين بها في البداية تُعدُّ كذلك من الاعتباراتِ التي يمكن أن تعرّضها للخطر، كما اكتشفت شركة ريبل عام 2020 بعد أن رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC)دعوى قضائيّةً ضدّها بسبب طريقة توزيعها لعملات XRP؛ بما تدّعي هيئة الأوراق المالية والبورصات أنّه كان عرضاً غيرَ مسجّلٍ لأصولٍ ماليةٍ غيرِ مسجّلة، إلا أنّ التوقعات السائدة حالياً تميلُ إلى ترجيح احتمالِ فوز شركة ريبل بهذا النزاع القضائيّ في الوقت الحاليّ.

وفي حين يبدو أنّ عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) هي العملة الرقمية الوحيدة التي تحوز على الوضوح التنظيميّ في الوقت الحاليّ، فإنّ -ولذات الأسباب- هناك حجّةً لا يستهان بها لاعتبارِ عملاتٍ رقميّةٍ أخرى أمثال لايتكوين (Litecoin-LTC) ودوجكوين (Dogecoin-DOGE) أيضاً بمثابةِ سلعٍ رقميّة.

وهو ما يمكن أن يعني أنّ المستثمرين قد يفضّلون الاستثمار في عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) -في الوقت الحاليّ- على بعض أبرز منافسيها من شبكات بلوكتشين الطبقة الأولى العاملة بالاعتماد على العقود الذكيّة وخوارزميّة إثبات الرهن مثل بلوكتشين إيثيريوم Ethereum)) وكاردانو (Cardano) وسولانا (Solana) وغيرها.