رؤية مارك زاكربيرج: الذكاء الاصطناعيّ يقود الطريق إلى عالم الميتافيرس (Metaverse)

جيمي آكي
| 3 min read
مصدر الصورة: Instagram/Mark Zuckerberg

قال مارك زاكربيرج -الرئيس التنفيذيّ لشركة ميتا (Meta)- إنه لا يزال ملتزماً بسعيه لتحقيق الريادة في السباق المُحتدم في مجال تطوير العالم الافتراضيّ أو الميتافيرس (Metaverse).

ففي مقابلةٍ حديثةٍ له مع موقع The Verge تم تحميلها على موقع يوتيوب، ذكرَ زاكربيرج أن تعزيز الانخراط في العالم الافتراضي (Metaverse) يتوقف بدرجةٍ كبيرةٍ على التقدم المُنجز في مجال الذكاء الاصطناعيّ (AI) خلال الأشهر المقبلة.

ولمزيد من التوضيح، قال زوكربيرج إنه يتعيّن علينا إيجاد نقاط تقاطع بين الواقع الافتراضيّ والواقع المعزّز من جهةٍ، والذكاء الاصطناعيّ من جهةٍ أخرى.

ولتحقيق هذا الهدف، ذكر قائد فريق Meta أن الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ سيصبح ميزةً أساسيةً في منصات الشركة مثل فيسبوك (Facebook) وإنستغرام (Instagram) وواتساب (WhatsApp) في الأشهر المقبلة، وستركّز الشركة حالياً على إطلاق الصور الرمزية الرقمية (الآفاتار) على منصّاتها المختلفة.

ومن المعلوم أن شركة Meta وظّفت استثماراتٍ كبيرةً في تطوير العالم الغامر ثلاثي الأبعاد -أو الميتافيرس (Metaverse)- الخاص بهم، كما أنها قامت بتغيير علامتها التجارية من Facebook Group إلىMeta Group في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2021. وعلى الرغم من مرور عامين منذ البدء باستثمار المليارات في تطوير المشروع الإستراتيجيّ للشركة (الميتافيرس)، إلا أنها لم تجنِ ثمرة جهودها فيه حتى الآن. ومع ذلك، بقيَ زاكربيرج ثابتاً على التزامه بهذه الرؤية.

وفي سياقٍ متصلٍ، أكد زاكربيرج أن الذكاء الاصطناعيّ سيعزّز وظائف الصور الرمزية الرقمية -أو الآفاتار- بشكلٍ كبيرٍ من خلال السماح للمستخدمين بالانخراط في تجربة الواقع الافتراضيّ (VR) والتواصل مع الشخصيات التي تمثلها الآفاتارات والمبنيّة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعيّ.

وسيعمل هذا البُعد الاجتماعيّ الذي تقدمه تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ على تمكين الشركات والفنانين والأفراد من امتلاك مساعدي الذكاء الاصطناعيّ، بحيث يمكنهم التفاعل والتواصل الاجتماعيّ معهم، والمشاركة في تجارب الألعاب؛ وأوضح زاكربيرج أن هذا هو الهدف الذي تسعى شركته إلى تحقيقه على المدى القريب.

وقال زاكربيرج في معرِض تأكيده على التزامه الراسخ بفكرة الميتافيرس:

“أعتقد أن الكثيرَ من هذه الأشياء يمكن أن تساعد في التفاعل مع الآخرين، وهذا هو مجال عملنا بطبيعة الحال”.

ومع ذلك، لم تقتصر مقابلة زاكربيرج التي استمرّت لمدّة ساعةٍ كاملةٍ على هذا الموضوع، بل تطرّق أيضاً إلى النظارات الذكية التي أطلقتها شركة Meta مؤخراً، والتي تم تطويرها بالتعاون مع شركة النظارات الشهيرة Ray-Bans. وأوضح زاكربيرج أن قرار المُضيّ قدماً بإنتاجها نابعٌ من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في صورتها وجودة شكلها، فضلاً عن إدخال ميّزات الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ إليها. ويمكن للمستخدمين الآن أداء المهام باستخدام النظارات الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعيّ، مع مساعد افتراضيٍّ ومرافقٍ متاحٍ على مدار الساعة.

وأشار زاكربيرج إلى أن النظارات الذكية تُعتبر مثالاً واضحاً على فاعلية الذكاء الاصطناعيّ، من حيث قدرتها على رؤية وسماع ما يعيشه المستخدم، ولتساعده لاحقاً بأن يحصل على نتائجَ أكثر تلبيةً لمتطلباته الخاصّة.

الطريق ليس مفروشاً بالورود


أصبح الذكاء الاصطناعيّ الفتى المدلل للنظام التقنيّ للقطاع التكنولوجي منذ إطلاقه الشهير في تشرين الثاني/نوفمبر 2022. ففي أعقاب إطلاق شركة OpenAI لتطبيق تشات جي بي تي (ChatGPT)، أصبح الذكاء الاصطناعيّ الآن متواجداً بقوّةٍ في الخدمات والشركات والمنتجات الجديدة التي أصبح استخدامُ تطبيقاتها أقلَّ اعتماداً على الذكاء البشريّ.

ومع ذلك، فلا تزال شركة OpenAI المموَّلة من شركة مايكروسوفت في طليعة الشركات العاملة في هذا المجال، حيث أعلنت شركة برمجيات الذكاء الاصطناعي العملاقة مؤخراً أن برنامج الدردشة الافتراضيّ الخاص بها والذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعيّ يمكنه الآن إجراء تصفّح دقيقٍ للإنترنت، وتقديم معلوماتٍ حديثةٍ وموثوقةٍ وذات صلةٍ بموضوع البحث؛ إضافةً إلى التوثيق المباشر لمصادر البحث. أمّا قبل هذا الإصدار الأخير، فقد كانت جميع المعلومات التي يقدّمها برنامج ChatGPT تتوقّف عند تاريخ أيلول/سبتمبر 2021.

وعلى الرغم من هذا التقدم الواضح الذي يتمتع به أقرب منافسيه – -OpenAIإلا أن زاكربيرج متفائلٌ بشأن النجاح السريع الذي يمكن أن تحققه شركته ميتا في هذا المجال. وبحسب قوله، فإن دمج تكنولوجيا Llama 2 مع Meta AI سيوفر لهم الأفضلية التي يحتاجونها للبقاء في المنافسة.

علاوةً على ذلك، من المتوقع أن تلعب مجموعة التكنولوجيا دوراً محورياً في إعادة تشكيل طريقة عمل الشركات خلال الأشهر المقبلة.

ويأتي هذا التفاؤل الذي يخيّم على مشاعر صنّاع القرار في شركة ميتا رغم مواجهة الشركة لبعض التحديات المالية، فقد انخفضت أرباحها إلى 5.7 مليار دولار، مسجّلةً تراجعاً بنسبة 23% عن أدائها في عام 2022، عندما حققت أرباحاً بلغت 7.4 مليار دولار.