تقارير تتحدّث عن قيام مجموعاتٍ من طلاب المدارس بعمليات التصيّد الاحتيالي لسرقة رموزٍ غير قابلةٍ للاستبدال تقدّر قيمتها بالملايين من أجل شراء عتاد شخصيات لعبة Roblox

أخذت هجمات التصيّد الاحتياليّ منحى خطيراً وخاصّةً في عالم الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وذلك مع زعم سرقة مجموعاتٍ من الشبّان في سنّ الدراسة لرموزٍ تقدّر قيمتها بملايين الدولارات تمّ صرفها -من باب التفاخر- على ملابسَ وعتادٍ خاصٍّ بشخصيات لعبة روبلوكس (Roblox skins).

وقد سلّط موقع The Block الضوء على هذه الظاهرة الجديدة والمثيرة للقلق في مقالة تمّ نشرها نهاية هذا الأسبوع جاء فيها بأنّ عدد برامج القرصنة الإلكترونيّة في تنامٍ مستمرٍّ بهدف اختراق خوادمَ في منصّة ديسكورد (Discord) أو حساباتٍ في منصّة تويتر واستخدامها دون علم مالكيها، وتُدارُ عمليات الاختراق هذه من قبل مجموعةٍ من الشبّان صغار السنّ.

وجاء ذكرُ حادثةٍ بعينها في المقالة الآنف ذكرها متعلقةٍ ببروتوكول جسور الربط القائم على بلوكتشين إيثيريوم والمعروف باسم Orbiter Finance، حيث قام أحد الأشخاص المنتحلين لصفة صحفيٍّ بالاتصال بمشرفي أحد خوادم منصّة ديسكورد ونجح بخداعهم وإقناعهم بتسليمه إمكانية التحكّم بالخادم، ولم يفوّت هذا المخادع الفرصة واستغلّها مباشرةً وذلك عبر نشر إعلانٍ مزيّفٍ متعلقٍ بإطلاق عملية توزيع مجانيٍّ للعملات، وألحق هذا الإعلان برابطٍ يوجّه المستخدمين إلى موقعٍ خاصٍّ بالتصيّد الاحتياليّ مصمّمٍ لسرقة الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).

وبحسب ما جاء في المقالة، فقد نتج عن هذه العملية سرقة ما قيمته 1 مليون دولار تقريباً من الرموز والعملات الرقمية.

ليست المرة الأولى

لا يُعدُّ هذا الحادث الأوّل من نوعه ولكنّه جزءٌ من موجةٍ كبيرة من هجمات التصيّد الاحتياليّ يشهدها قطّاع الـ NFTs حالياً.

من جانبه، تشير البيانات التي جمعها محلل الرموز غير القابلة للاستبدال والمعروف باسم OKHotshot بأنّه ومنذ كانون الأول/ديسمبر من عام 2021 وقعَ 900 مخدّم ديسكورد على الأقلّ ضحيّةً لمثل هذه الهجمات والتي ازدادت وتيرتها بشكلٍ واضحٍ خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية؛ وبالنظر إلى الفترة الزمنيّة الممتدة منذ الأوّل من الشهر الحاليّ، يتضح أمامنا تعاظم هذه المشكلة يوماً بعد يوم، حيث بلغ عدد الخوادم التي وقعت ضحيّةً لعمليات احتيالٍ متعلقةٍ بالرموز غير القابلة للاستبدال أو حتّى العملات الرقمية 46 خادماً في منصة ديسكورد، وذلك وفقاً لتغريدة نشرها حساب المحلل OKHotshot على تويتر في 16 حزيران/يونيو الحاليّ.

وكمحصّلةٍ، فقد أضرّت هذه الأنشطة الخبيثة بأكثرَ من 32,000 محفظةٍ رقميةٍ خلال الأشهر التسعة الماضية، وبلغت القيمة الكلية للرموز والعملات الرقمية المسروقة 73 مليون دولار، وفقاً لما ذكرته المقالة المنشورة على موقع The Block.

جناةٌ منذ الصغر

نقلاً عن لسان باحثٍ أمنيٍّ مجهول الهويّة يعرف باسم Plum -تحدّثت إليه المقالة الآنف ذكرُها- فإنّ هذه الظاهرة تدقّ ناقوس الخطر مع انخراط مجموعاتٍ من فئة الشباب فيها، حيث قدّرت نسبة طلاب الثانوية تحت سنّ 18 عاماً والقائمين على هجمات التصيّد الاحتياليّ هذه بـ 95% من مجمل منفّذي هذه الهجمات؛ وبحسب ما ذكر الخبير الأمنيّ، تبلغ نسبة مشاركة هؤلاء المراهقين ذروتها خلال العطلة الصيفية المدرسيّة، حيث يتوفّر أمامهم متسعٌ من الوقت للقيام بعمليات الاحتيال.

وفي معرض حديثه عن الموضوع، أوضح الخبير الأمني Plum بأنّ هؤلاء المراهقين يفضّلون إنفاق عائدات عمليات احتيالهم لشراء الحواسيب والهواتف المحمولة، فضلاً عن شراء الملابس من أرقى الماركات، أو حتّى اقتناء الملابس والعتاد الخاص بشخصيات لعبة روبلوكس (Roblox) بشكلٍ خاص.

وجاء على لسان Plum حول يتعلق بمنفذي هجمات التصيّد الأخيرة في قطّاع الكريبتو قوله: “لقد تحدّثت مع عدد من هؤلاء الشباب وعلمت بأنّهم ما زالوا طلاب مدارس، كما شاهدت العديد من الصور والفيديوهات التي توضّح ارتيادهم للمدارس، وتمحورَ الحديث معهم عن أساتذتهم، بالإضافة إلى رسوبهم في موادهم الدراسيّة، كما تطرّقوا في حديثهم عن القيام بواجباتهم المدرسيّة”.