الويب الثالث (Web3) والقطاع المالي: أساسياتٌ ينبغي أن يعرفها روّاد الأعمال

| 2 min read
مصدر الصورة: Adobe/Looker_Studio

نشرت شركة تكنولوجيا البلوكتشين باكسوس(Paxos)  في مدوّنتها يوم الثلاثاء الماضي منشوراً يوضّح قدرات تقنية الويب الثالث (Web3) في تمكين المؤسسات وروّاد الأعمال في القطاع الماليّ لإطلاق “عصرٍ جديد” من السيادة الرقمية.

ويمكننا القول -مبدئياً- أن تسمية الويب الثالث تُعد مصطلحاً شاملاً لتصوّر الجيل الثالث المرتقب من الإنترنت، والذي يجمع بين سِمة اللامركزية للإنترنت في بداياته والوظائف المستجدّة التي بات يقدمها في العصر الحديث، وتقع تقنية البلوكتشين في القلب من هذا التحول، كونها تشكّل أساس سمة اللامركزية التي يتمّ من خلالها تخزين وتبادل المعلومات والأموال.

يُشار إلى أن شركة باكسوس تعتقد أنه ومن خلال تعدّد الجهات المُنشِئة والمتحكمة بـ “مكوّنات البنية التحتية الأساسية” لتقنيات قطاع الويب الثالث بما يتعدّى السيطرة من قِبَل كيانٍ واحد، يمكن لتقنية بلوكتشين أن تساعد في استعادة “الثقة المتضائلة” بسرعةٍ في المؤسّسات التقليدية، كما أن هذا من شأنه أيضاً تعزيز عوامل الأمان، حيث تساعد نماذج المشاريع اللامركزية في مكافحة الجرائم السيبرانيّة المتصاعدة وإساءة استخدام البيانات، ما يساهم في تعزيز الثقة الرقمية أيضاً.

علاوةً على ذلك، تعمل تقنية الويب الثالث على تمكين المستهلكين من التحكم في بياناتهم الشخصية، كونه يَحول دون جمعها وبيعها بواسطة جهاتٍ مركزيةٍ؛ وبالتالي يمكن للمستهلكين تحقيق الاستفادة المادية المباشرة من بياناتهم، وإنشاء “نظام تقنيٍّ رقميٍّ أكثرَ إنصافاً”. وفي هذا الخصوص، تقول باكسوس:

“تُعتَبر كلّ هذه الميزات أيضاً ركائز هامّةً للنظام المالي السليم. وستحظى بذات الأهمية على الدوام، حيث تعمل القطاعات الأخرى على استخدام التكنولوجيا لتلبية متطلبات المستهلكين في الحاضر والمستقبل”.

البيئة التقنية لقطاع الكريبتو


ترتبط تقنية البلوكتشين -وفقاً لطبيعة تكوينها- بعلاقةٍ وثيقةٍ مع العملات الرقمية، ويمكن لهذه الحقيقة أن تلعب أيضاً دوراً حاسماً بالنسبة للمؤسّسات التجارية في عصر الويب الثالث؛ فدور العملات الرقمية لا يقتصر على “تبسيط المدفوعات باستخدام نمط الدفع من النظير إلى النظير” والذي يساهم بخفض تكاليف المعاملات المالية فحسب، بل يمكن أن يساعد “التحوّل إلى العملات الرقمية” في “إعادة تعريف” طريقة تعامل الأفراد وتفاعلهم رقمياً.

ولعلَّ أحد الاستخدامات الأكثرَ بساطةً وشعبيةً -وهي “تسليع الأصول”- تتمثّل في العملات المستقرّة، حيث ترتبط قيمة العملة الرقمية بالدولار الأمريكي أو أية عملاتٍ وطنيةٍ رسميةٍ أخرى، وتعمل هذه العملات تماماً كنظيرتها التقليدية لكن على البلوكتشين، بحيث تتمتع بمزايا العملات الرقمية البارزة مثل بيتكوين (Bitcoin-BTC) وإيثيريوم (Ethereum-ETH) دون أن تتأثرَ بتقلباتها السعريّة.

ويُذكر في هذا المقام إصدار شركة Paxos سابقاً للعملة المستقرّة BUSD بالنيابة عن منصّة تداول العملات الرقمية بينانس (Binance)، ولكنّ هذه العملة المستقرّة دخلت الآن مرحلة التصفية بسبب الضغوط التنظيميّة. ومع ذلك، قامت شركة المدفوعات عبرَ الإنترنت باي بال (PayPal) مؤخراً بإصدار عملة PYUSD المستقرّة أيضاً.

ويمكن الكلام أيضاً عن حالة استخدام أخرى لتقنية البلوكتشين، وهي تسليع الأسهم في صورة رقمية، ما يسمح لمستخدمي البلوكتشين بالامتلاك الشخصيّ المباشر لأسهمٍ في شركةٍ ما داخل محفظة الكريبتو الخاصّة بهم بدلاً من  إحدى البورصات المركزية. ووفقاً لشركة Dune Analytics، فقد وصلت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم الرقمية الصادرة عن شركاتٍ مثل Backed Finance وFranklin Templeton إلى ما يزيد عن 327 مليون دولار.