البلوك تشين واللامركزية المستقبلية

| 0 min read

تتميز العملات الرقمية بنظامها اللامركزي، وهي تحلّ أزمة الثقة التي قد يصعب بناءها مع أي وسيط في المجال المالي بشكل خاص، كما أن هذه التقنية حديثة الولادة توفر القدرة على تحقيق اللامركزية في كل المجالات تقريبًا، حيث كان طرح البتكوين كأول عملة لامركزية صيحة فريدة، وسنستعرض في هذا المقال لمَ يرى الكثيرون أنها المستقبل بشكل مبسط.

استغلال النظام من أجل المصلحة الشخصية

تعتبر اللامركزية مهمة بمكان من أجل تفادي سهولة خداع أو اختراق النظم، فلدى كل مستوىً مركزي إمكانية للتلاعب بالنظام، في حين لا ينبغي أن يكون لدى أيّ كيان فردي القدرة على استغلال النظام لصالحه بسهولة، وهو الأمر شبه المستحيل في حالة النظام اللامركزي، فيمكن التلاعب في أسعار العملات والأنظمة من أجل تحقيق أهداف معينة.

وعلى الرغم من أن الكيانات المركزية وفرت لنا أشياء عظيمة حتى اللحظة، إلّا أننا إذا أردنا الحفاظ على قيمة تكنولوجيا البلوك تشين، يجب أن تبقى نعمل على أن تزدهر المشاريع الامركزية وتتطور، كي لا يستغل أحد النظام.

نموّ الاستثمار سريعاً

سببٌ آخر يجعلنا نؤمن بهذه التقنية أن العديد من المنصات التي تعمل من خلالها حققت نجاحاً مبهراً، مثل Coinbase والتي لديها الآن ما يزيد عن 10 مليار عميل محتفظين باستثماراتهم بالعملات الرقمية عن طريقها، بعبارات أخرى، النظام اللامركزي يمكّن من هم مثلي ومثلك من أن يكونوا جزءً من هذا العالم الضخم المستمر في التوسع، ولا بدّ أن حسابات العديدين التي تتضاعف عشرات المرات تثير اهتمام الآخرين وتجذبهم لخوض هذه الغمار.

آفاق جديدة

هناك تطلعات إلى تقنية البلوك تشين وآفاق العمل من خلالها، حيث لا ينطوي استخدامها على تداول العملات الرقمية وحسب، بل بدأت شركات كبرى تستثمر بها من أجل إصلاح وتحسين خدماتها ومنصاتها، مثل فيسبوك ومايكروسوفت، اللتان تختبرانها في الوقت الحالي.

وبحسب توقع أولاف كارلسون وي، مدير شركة Polychain Capital، “ستبدأ بروتوكولات بلوك تشين اللامركزية بالحلول مكان خدمات الانترنت المركزية المهيمنة حالياً، وسنرى السيادة الحقيقية على الإنترنت، حيث سيكون الإنترنت مستقبلاً لامركزي.”

باستخدام البلوك تشين يمكننا أن نتخيل عالماً يتم فيه تضمين العقود رقمياً وتخزينها في قواعد بيانات لضمان شفافيتها، حيث تكون محمية من الحذف والتلاعب والمراجعة، حينها ستكون كل اتفاقية أو عملية مسجلة رقمياً، وموقعة، يمكن تحديدها والتحقق منها ومشاركتها مع الأطراف المعنيّة، وبذلك ربما لن يكون للوسطاء مثل المحامين والمصرفيين ضرورة، وسيتمكن الأفراد والمؤسسات من التعامل فيما بينهم بحرّية.

في النهاية، يمكننا القول أن البلوك تشين ما زالت في بداية نشأتها إلّا أن بها امكانات لتغيير العالم، فكما أوضحت مجلة Harvard Business Review، فالبلوك تشين “لم توجد لتهاجم الأنظمة التجارية التقليدية لتكون بديلاً أقل كلفة، بل هي تقنية تأسيسية تقدر على خلق أسس جديدة لأنظمتنا الاقتصادية والاجتماعية”.