هل تسعى الصين لدفع التبني العالمي لعملة اليوان الرقمي قدُماً من خلال طريق الحرير الجديد أو “الحزام والطريق”؟

تيم ألبير
| 0 min read
A statue representing the traders and camel caravans of the Silk Road in Xi’an, China.
مصدر الصورة: bbbar/Adobe

تبدو بكين متفائلةً بشأن توسّع استخدام اليوان الرقمي دولياً، حيث يتحدّث الخبراء الصينيون الآن عن تضمين مبادرة “الحزام والطريق” -أو ما يُعرَف بـ “طريق الحرير الجديد”- مع مشروع العملة الرقمية للبنك المركزيّ (CBDC).

وبحسب ما أوردت صحيفة Chinese Securities Journal، فقد تحدَّث لي جيانجون -نائب رئيس الجامعة المركزية للاقتصاد والتمويل- في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع عن دور اليوان الصينيّ الرقمي في “التعاون المالي” ضمن إطار مبادرة “الحزام والطريق”.

وقال “لي” إن العملة الرقمية للبنك المركزي (اليوان الرقمي) تتمتع بـ “آفاقٍ تطبيقيةٍ واسعةٍ” في مبادرة “الحزام والطريق”، وهي إستراتيجيةٌ صينيةٌ كبرى لتطوير البنية التحتية العالمية.

وحثّ الأكاديمي صانعي السياسات على “بناء الآليات الاقتصادية والثقافية والسياسية” التي تضمن “إدماج” اليوان الرقمي مع المشروع، كما دعا “لي” الأطراف الصينية إلى “تنسيق عمل التقنيات والمنشآت والأنظمة” اللازمة لتحقيق “تضمين استخدام اليوان الرقمي في مبادرة طريق الحرير الجديد”.

وتُعرف مبادرة الحزام والطريق (BRI) أيضاً باسم “طريق الحرير الجديد” ومبادرة “حزامٌ واحد، طريقٌ واحد”، وهي عبارةٌ عن مبادرة للسياسة الخارجية والاقتصادية انطلقت عام 2013 يقودها الرئيس الصيني شي جين بينغ حالياً، وتنفّذ الصين من خلالها مشاريعَ استثماريةً خاصَّةً بالبنية التحتية وشبكات الاتصالات في عددٍ من بلدان العالم. ومن المثير أيضاً معرفة أن هذه المبادرة تجعل من الصين أكبرَ مُقرضٍ في العالم.

A world map showing progress in the Chinese One Belt, One Road initiative in 2017.
رؤية أحد المحللين حول مبادرة “حزامٌ واحد، طريقٌ واحد” الصينية عام 2017. (المصدر: Lommes [CC BY-SA 4.0])

اليوان الرقمي ومبادرة الحزام والطريق: هل يمثلان الخطط المستقبلية للصين؟


تعمل الصين على إبرام صفقاتٍ تقدم بموجبها القروضَ لعدد من الدول، كما تسمح للمدينين باستبدال عملاتهم المحلية باليوان. ويعتقد المراقبون بأن الهدف النهائيّ للصين يتمثّل باستخدام العملة الرقمية للبنك المركزي الخاص بها (اليوان الرقمي) لدعم تجارتها الدولية.

وقد تحدَّث بعضٌ من حلفاء الصين مثل روسيا صراحةً عن إمكانية إجراء التجارة الدولية باستخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية القابلة للتشغيل البينيّ. وفي هذا الإطار، تعمل بكين أيضاً على العديد من مشاريع “الربط” الدولية لعملتها (اليوان الرقمي) مع البنوك المركزية الأخرى، رغمَ أن بنك الشعب الصيني (PBoC) كان حتى وقتٍ قريب جداً يدّعي أن اليوان الصيني الرقمي (e-CNY) هو مجرّد مشروعٍ محليٍّ لا أكثر.

الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى: هل تشكّل موطئ قدمٍ جديداً لبكين؟


ادّعى بنك الشعب الصيني (PBoC) أنه يريد استخدام عملة اليوان الرقمي لتسهيل الاستخدام المالي المحلي وتوفير بدائلَ غير نقديةٍ للسكان الذين لا يملكون حساباتٍ مصرفية، لكنّ الدول التي تشملها مبادرة الحزام والطريق يمكنها أيضاً -على الأقل من الناحية النظرية- الاستفادة من هذه العملة لتحقيق نفس الغايات، لا سيّما مع دعوة بنك الشعب الصيني الآن صراحةً إلى توسيع استخدامات اليوان الرقمي “دولياً”.

وقد تكون منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا إحدى هذه المناطق، كونها تضمّ ما يصل إلى 500 مليون من الأفراد الذين لا يملكون حساباتٍ مصرفية. ويجدر التنويه إلى أن استثمارات مبادرة الحزام والطريق الصينية في هذه المنطقة شهدت نموّاً بنسبة 130% في النصف الأول من عام 2023، حسبَما أفاد موقع  Zawyaالشهر الماضي.

A world map with Sub-Saharan Africa shaded in green
جنوب الصحراء الإفريقية (المصدر: M.Bitton [CC BY-SA 3.0])

كما نقلت صحيفة Chinese Securities Journal عن هونغ جونجي، نائب رئيس جامعة الأعمال والاقتصاد الدولية قوله للحاضرين في اجتماع مبادرة الحزام والطريق هذا الأسبوع إن “التحوّل الرقمي هو أحد القوى المحرِّكة الأساسية للعولمة في المستقبل”.

وقال “هونغ” إنه يتعين على الصين تعزيز التنمية والشمولية، مضيفاً أنه يجب عليها أيضاً بناء منصّة حوكمةٍ رقميةٍ و”تعزيز التحول الرقمي عبر سلسلة التجارة الخارجية بأكملها”. واختتم الأستاذ حديثه بدعوة الصين أيضاً إلى ضرورة “تعزيز تطوير التجارة الإلكترونية الدولية”، والسعي إلى “ربط الأسواق المحلية والدولية”.