العالم يشهد ثورة الدفع بالعملات الرقمية

إخلاء مسؤولية: النص التالي هو مقالة ترويجية، ولا يُعتبر جزءًاً من المحتوى التحريري لموقع Cryptonews.com

مع تزايد التوّجّه إلى استخدام التقنيّات الإلكترونيّة تزداد الحاجة إلى النقل السريع للأموال. ورغم أن البنية التحتيّة لنظم الدفع حاليّاً يمكنها أن تواكب الحاجة لزيادة عدد الحوالات الماليّة في الثانية، إلا أنّ الحاجة للمرور عبر الوسطاء لا تزال تمثل عقبة كبيرة في هذا النظام. حيث لا تزال الحوالات الماليّة الدوليّة باستخدام العملات الورقية التقليدية بالتحديد مكلفة للغاية، حيث تفرض البنوك رسومَ معاملات باهظة على التحويلات الدوليّة، وقد يستغرق إنهاء كل عمليّة تحويل عدة أيام كما تحتاج إلى الكثير من الإجراءات الورقية، ما يجعلها صعبة ومستهلكة للوقت.

الدفع باستخدام الكريبتو يمثّل حلّاً عمليّاً

ظهرت العملات الرقمية كحلٍّ حقيقي لهذه المشكلة، كونها تسمح بإجراء الحوالات الماليّة وفق مبدأ النظير إلى النظير (أي دون الحاجة إلى وسيط مالي كالبنوك، وبالتالي فإن ذلك يجري بأقل رسوم تحويل)، مع ما تمتاز به من الأمان والسرعة.

وتقلل تقنية السجل الموزَّع (DLT) المُستخدمة على شبكات البلوكتشين من أخطار الإنفاق المضاعف والاحتيال، ممّا يوفر نظام دفع وتحويل آمنٍ لا يحتاج للثقة بطرف ثالث، فيما سيسمحُ استخدام العقود الذكية بالتسوية التلقائية والفورية لعمليّات الدفع.

ما الذي يجعل الدفع بالعملات الرقمية تحوّلاً ثورياً؟

كشفت دراسة استقصائية أجرتها Mastercard أن أربعة من كل عشرة أشخاص على استعداد لاستخدام الأصول الرقمية (العملات الرقمية) للدفع مقابل المنتجات والخدمات. فما الذي يجعل العملات الرقمية خِياراً مرغوباً لإنجاز التحويلات الماليّة؟

الخصائص البرمجيّة للعملات

تعني قابليّة البرمجة إلى قدرة العقود الذكية على أتمتة عمليّات الدفع بناءً على شروط محددة مسبقاً، الأمر الذي يُلغي الحاجة إلى التدخل اليدوي ما يضمن إنجاز المعاملات بشكل أسرع وأرخص.

ولأن العملات التقليدية تفتقر إلى خاصية القابلية للبرمجة، فإن تحويلها من دولة إلى أخرى يتطلب وقتاً طويلاً كون حوالاتها تتم بشكل يدوي، إضافة إلى رسوم تحويل أكبر؛ ومع أنّه يمكن جعل هذه العملية مؤتمتةً أيضاً، إلا أنّ هذا يعود بنا للحاجة إلى طرف ثالث لتنفيذ عمليّات البيع.

في المقابل، تتمتع العملات الرقمية بالقابلية للبرمجة بحيث توفّر إمكانيّة اتباع تعليمات التحويلات المالية تلقائياً، وهذا ما يساعد في جعل المدفوعات أكثر أماناً، فضلاً عن تحسين الشفافية وإمكانية تتبع التحويلات.

الموثوقية والسرعة

من ناحية أخرى، نجد أنّ البنوك التقليدية لديها ساعات عمل وأيام عمل محددة، في حين أن حركة الأموال لا تتوقف أبداً، لذا بتنا نحتاج إلى طريقة دفع تعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. وهنا يأتي الحل باستخدام العملات الرقميّة التي تمكننا من إرسال التحويلات الماليّة في أي وقت ومن أي مكان في العالم.

الخاصية الأخرى التي تمتاز بها المعاملات القائمة على العملات الرقمية هي عدم إمكانيّة التلاعب ببياناتها. ما يعني أنه عند إجراء معاملة ما فلا يمكن تغيير تفاصيلها، وهذا ما يوفر أماناً إضافياً، كما يحسّن من إمكانية التتبع والتدقيق.

ولتطوير هذا النظام، يمكن نشر أجهزة الصراف الآلي الخاص بالعملات الرقمية مثل iTeller ATM في مواقع متعددة، بحيث تتيح للأشخاص الحصول على العملات الرقمية مقابل النقد، تماماً بالطريقة نفسها التي يتم بها سحب الأموال العادية من أجهزة الصراف الآلي. ويُشار هنا أن أجهزة الصراف الآلي التابعة لـ iTeller تعمل حالياً في 100 موقع جغرافي في أستراليا ولندن ودبي.

نهاية التحايل عبر الإنفاق المضاعف

الإنفاق المضاعف هو أحد أنواع الاحتيال الذي يتم عندما يقوم الشخص بإنفاق نفس المبلغ المالي أو وحدة النقد مرتين، وتكمن مشكلة الإنفاق المزدوج في أنه يقوّض الثقة المطلوب توافرها في أيّ نظام مالي؛ ففي حال أخذ الناس في إنفاق أموالهم مرتين، فإنّ ذلك سيؤدي إلى الإفلاس السريع للبنوك والمؤسسات المالية الأخرى. وهذا ما يبرّر اعتماد الأنظمة المالية التقليدية على أطراف ثالثة موثوقة -كالبنوك مثلاً- للتحقق من المعاملات. ويتمثل دور هؤلاء الوسطاء بضمان إجراء المعاملات المشروعة فقط، إلا أنّ هذا يعني زيادة الوقت والتكلفة على العملية برمتها.

هنا تبرز ميّزة العملات الرقمية المتمثلة في الاستغناء عن الوسطاء كونها تعتمد تقنية السجل الموزَّع (DLT)؛ وهذا ما يُلغي الحاجة إلى ثقة طرف ثالث، ويساعد في تقليل تكاليف المعاملات والوقت اللازم لإنجازها بشكل كبير جدّاً.

خاتمة

في الواقع، تُحدث تكنولوجيا العملات الرقمية والبلوكتشين ثورة في طريقة إرسال الأموال من خلال توفير نظام دفع وتحويل آمن وسريع ولا يستلزم تدخّل طرفٍ ثالث، وبهذا تتيح العملات الرقمية إجراء تحويلات سريعة وآمنة، وبأقل الرسوم.

علاوة على ذلك، باتت العملات الرقمية خياراً جذاباً للأفراد والشركات الذين يتطلعون إلى إرسال الأموال إلى دول أخرى، لما تتميز به من اختصار هائل للوقت اللازم لإجراء التحويلات، مع تحسين إمكانية التتبع وقابلية البرمجة كما ذكرنا آنفاً.

تعمل حلول مثل iTeller على تسريع تبنّي الويب 3 (web3) من خلال إنشاء منافذ لأجهزة الصراف الآلي الخاص بالعملات الرقمية في جميع أنحاء العالم، مما يتيح للناس شراء العملات الرقمية بواسطة نقودٍ ورقم هاتف فقط.