خبيرٌ اقتصاديٌّ روسيّ يصرّح بأنّ العقوبات الأميركيّة ستضعف الدولار وتعزّز الروبل الرقمي

تيم ألبير
| 0 min read

ميزان العدالة مستقراً على طاولةٍ خشبيّةٍ وخلفه خريطة العالم وحوله عملاتٌ ذهبيّةٌ في إحدى كفتيه العلم الروسي وفي الأخرى العلم الأمريكي

أشار خبيرٌ اقتصاديٌّ روسيٌّ رفيع المستوى إلى أنّ العقوبات الأمريكيّة ستُضعف دور الدولار الأميركي (USD) في الاقتصاد العالميّ بنهاية المطاف وترفع من مستويات تبنّي الروبل الرقمي في المعاملات الدوليّة.

ووفقاً لموقع News.ru الإخباري، تأتي هذه التصريحات على لسان ألكسندر رازوفايف (Alexander Razuvaev) عضو المجلس الإشرافيّ لنقابة المحللين الماليين ومديري المخاطر، وأكد رازوفايف بأنّ “الإجراءات العدائيّة للإدارة الأميركيّة ضد روسيا” نتيجةً لحربها على أوكرانيا “ستحدّ من الثقة الدولية بعملة الدولار الأمريكي”.

وأضاف رازوفايف بأنّ شركاء روسيا التجاريين قد يتجهون لاستخدام العملات الرقمية للبنوك المركزيّة (CBDCs) كبديلٍ لعملة الدولار الرسميّ، كما رجَّح حدوث هذا السيناريو بسرعةٍ في حال قرّرت الولايات المتحدة -على سبيل المثال- “تحويل الأصول الروسيّة المجمَّدة لصالح أكرانيا”، وأردف قائلاً:

“لا تحتلّ روسيا الاتحاديّة -للأسف- مكانةً بارزةً في الاقتصاد العالمي، إلّا أنّ الصين تتخلّى عن سندات الخزانة الأميركيّة كما هو واضحٌ حالياً وتستخدم عملتها الرسمية اليوان الصيني لشراء النفط من المملكة العربية السعوديّة، وفي غضون بضع سنواتٍ قد تتجه تركيا وأذربيجان لاستخدام الروبل الرقميّ في علاقاتهما التجاريّة المشتركة”.

هل ستؤدي المصاعب التي يواجهها الدولار الأميركي إلى ازدياد تبنّي الروبل الرقمي؟


يرى رازوفايف بأنّه من “الضروريّ الآن أن تسعى موسكو -أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى- لإنشاء علاقاتٍ تجاريّةٍ دوليّة”.

وبالرغم من اعتقاده بأنّ القسم الأكبر من التبادلات التجارية لروسيا مع الصين ودول الشرق الأوسط يجب إتمامها باستخدام عملتي اليوان الصيني والدرهم الإماراتي، إلّا أنّ العملة الرقمية للبنك المركزي الروسي ستلعب دوراً مهمّاً أيضاً في هذه العلاقات.

كما أعربَ الخبير الاقتصادي رازوفايف عن اعتقاده بأنّ “رابطة الدول المستقلّة (CIS)” ستعتمد قريباً “الروبل الرقمي” في معاملاتها التجاريّة؛ يُشار إلى أنّ رابطة الدول المستقلّة تتكوّن من مجموعةٍ من دول الاتحاد السوفييتي السابق والتي بقيت متوافقةً كثيراً مع التوجّهات الروسيّة. وفي مقدمة هذه الدول نجد دولتي بيلاروسيا وكازاخستان اللتين بدأتا تسريعَ وتيرة العمل على مشاريع العملات الرقمية للبنوك المركزيّة الخاصّة بهما منذ منتصف العام الماضي 2023؛ إذ شرَعَت هاتان الدولتان بالعمل على مشاريعهما تزامناً مع إطلاق البنك المركزي الروسي لتجاربه على الروبل الرقمي.

من جانبه، صرّح عددٌ من كبار صانعي القرار في دولة روسيا عن احتمالية دمج الروبل الرقميّ مع اليوان الرقميّ، بالرغم من غياب أيِّ تصريح رسميٍّ عن الموضوع من قبل العاصمة بكيّن، حيث تركّز الصين على إجراء التجارب المتعلقة بأولى مشاريع العملة الرقمية للبنك المركزي الصينيّ (e-CNY) الخاصة بالتبادلات الدوليّة في هونج كونج.

كذلك كشف رازوفايف عن اعتقاده باحتمالية استمرار هيمنة عملة الدولار الأميركي على الاحتياطيات العالميّة، لكنّه أضافَ قائلاً:

“لقد أضعفت تصرّفات الإدارة الأميركيّة من هيمنة عملة الدولار، وهي المُلامة أولاً في بناء العقبات الكبيرة التي عصَفت به؛ وفي حال اتضحت صحّة هذا التصور، فسينعكس ذلك على شكل ارتفاع حادٍّ في أسعار الذهب”.

كما هاجمَ الخبير الاقتصاديّ الروسيّ المسؤولين في واشنطن بقوله إن تجميد أصول البنك المركزي الروسي أتت بنتائجَ معاكسةٍ تماماً، مضيفاً:

“أعتقد بأنّ خطة الولايات المتحدة كانت تعتمد على تدمير الاقتصاد الروسي في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر، إذ كانت تخطط بالأصل لإعادة الأصول الروسيّة، إلّا أنّ البيت الأبيض لا يدري ما الذي يمكن فعله الآن، فهم الملامون الوحيدون في تدمير الدولار الأميركي”.

حاكمة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا (Elvira Nabiullina) وهي تلقي كلمةً أواخر عام 2023

وقامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بحظر الأصول الروسيّة السياديّة لدى الدول الغربيّة والبالغة قيمتها حوالي 300 مليار دولار عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وقد دعا بعض صنّاع القرار الاتحاد الأوروبي وبلداناً أخرى لتسليم هذه الأصول إلى دولة أوكرانيا، في حين أشارَ آخرون إلى غياب أيِّ معطياتٍ قانونيّةٍ تبرّر هذه الخطوة.

يُذكر بأنّه في عام 2021، خرَجَت تصريحاتٌ على لسان عدد من السياسيين وفي مقدّمتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تقول بأنّ إطلاق الروبل الرقميّ سيساعد روسيا على تطهير اقتصادها من الدولار الأميركي. ويقوم حوالي 600 مواطنٍ روسيٍّ -بما فيهم سياسيّون وموظفون في البنك المركزي- حالياً باختبار العملة الرقمية للبنك المركزيّ الروسي، ومن المقرّر اتساع رقعة تجاربها مطلع العام الحالي.