الحكومة الأمريكية تتعهد بدفع 3.6 مليون دولار لتوفير القوى العاملة اللازمة لقطاع الأمن السيبراني

جيمي آكي
| 3 min read

رجل يجلس أمام شاشات الكمبيوتر

تعهّدت الحكومة الأمريكية في 3 نيسان/أبريل الجاري بتخصيص ما يقربُ من 3.6 مليون دولار لإبرام اتفاقيات تعاونٍ لتوفير القوى العاملة المطلوبة لقطاع الأمن السيبرانيّ بغرض حماية الشركات من الهجمات السيبرانية المُحتملة.

وتعهّد المعهد الوطنيّ للمعايير والتكنولوجيا (NIST) التابع لوزارة التجارة بمنح “حوالي 200 ألف دولار” لـ 18 منظمةً تعليميةً ومجتمعيةً في 15 ولايةً لحلّ أزمة نقص الكوادر والخبراء في مجال الأمان السيبرانيّ في البلاد.

وكالة حكومية أمريكية متخصّصة لمواجهة التهديدات السيبرانية المتصاعدة


كشف المعهد أن اتفاقية التعاون ستُشرف عليها شركة NICE -شريكة الحكومة الأمريكية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص- تُركز على التعليم في مجال الأمن السيبرانيّ وتدريب وتوفير القوى العاملة.

وبدت مديرة NIST، لوري إي. لوكاسيو (Laurie E. Locascio) متحمّسةً لمستقبل الأمن السيبراني وما يمكن أن تحققه المنح المُخصّصة والاتفاقات سالفة الذكر في المستقبل.

وقالت لوكاسيو: “من خلال الاستثمار في قوتنا العاملة ضمن قطاع الأمن السيبراني، فنحن لا نسدّ فجوة نقص الأيدي العاملة فحسب، بل نخلق مستقبلاً يُتاح فيه للأمريكيين الحصول على التدريب اللازم لتأمين وظائفَ عالية المستوى وأجورٍ مجزية”.

ووفقاً لـ NIST، ستتكاتف الجهات المستفيدة المختارة والتحالفات الإقليمية والشراكات متعدّدة الأطراف (RAMPS) معاً لدعم تعليم الأمن السيبراني على أن تلبي مشاريع هذه التحالفات احتياجات القوى العاملة في مجال الأمن السيبرانيّ من قبل الشركات المحلية والشركات والمنظمات غير الهادفة للربح.

وتابعت مديرة المعهد قائلةً: “تُسلط هذه المنح الضوء على المجتمعات المحلية التي تعمل سوياً لإنشاء مساراتٍ وظيفيةٍ جيدة لجميع الأمريكيين وتُسهم في التنمية الاقتصادية المحلية والإقليمية من خلال سدّ احتياجات القوى العاملة للشركات المحلية”.

كما تتوافق تعهدات الوكالة الحكومة الأمريكية مع البيانات التي شاركتها أداة CyberSeek -وهيَ منصةٌ تموّلها شركة NICE وتختص بتحليل بيانات سوق العمل داخل قطاع الأمن السيبراني- حيث أظهرت وجود 448,033 فرصةَ عملٍ في مجال الأمن السيبراني داخل الولايات المتحدة في الفترة من كانون الثاني/يناير 2023 حتى الشهر نفسه خلال العام الجاري 2024.

وكشف استطلاعٌ مماثلٌ من قِبَل بعض الباحثين أن قطاع الأمن السيبراني ما زال في طور النموّ على الرغم من عمليات تسريح العمالة الضخمة التي شهدها قطاع التكنولوجيا. فيما ازدادت أعداد الوظائف الشاغرة في مجال الأمن السيبراني بنسبة 350% في الفترة من عام 2013 إلى 2021. واعتباراً من عام 2023، تواجدت حوالي 3.5 مليون وظيفةٍ غير مستوفاةٍ في هذا القطاع؛ وظهرت هناك أكثرُ من 700,000 وظيفةٍ في مجال الأمن السيبراني داخل الولايات المتحدة.

مخطط بياني للوظائف الشاغرة في مجال الأمن السيبراني

وتوضّح بيانات أداة CyberSeek أن هناك فقط 82 عاملاً متاحاً أمامَ كلّ 100 وظيفةٍ في مجال الأمن السيبراني في الولايات المتحدة.

وقد تزايدت مخاطر الأمن السيبراني في الولايات المتحدة مؤخراً؛ إذ تعرّضت نحو 83% من المنظمات لنوع واحد -على الأقل- من الهجمات السيبرانية في عام 2022، والتي قد ترقى في خطورتها لأن تكون حوادَث مدمّرةً حسبما كشفت البيانات الصادرة عن شركة IBM. فعلى سبيل المثال، تعرّضت بعض الشركات لانخفاضٍ بنسبةٍ تخطت 5% في سعر أسهمها بعد اختراق بياناتها، في حين أن البعضَ الآخرَ شهد تعطل سلسلة التوريد التي تمدّه بسبب الهجمات السيبرانية.

مخطط بياني حول الشكاوى والخسائر خلال السنوات الخمس الماضية

كذلك كشف تقرير الجرائم السيبرانية أنه تم تلقي 880,418 شكوى بشأن التعرّض لهجماتٍ سيبرانيةٍ من مواطني الولايات المتحدة في عام 2023. ويتوقع تقرير Cybercrime 2023 الصادر عن eSentire أن تصل تكلفة الأضرار الناجمة عن هذا النوع من الجرائم إلى 10.5 تريليون دولار بحلول عام 2025.

وأثار تفشي هذه الجرائم حالةً من القلق لدى مختلف الصناعات داخل الولايات المتحدة وخارجَها، حتى مع بدء الجهات التنظيمية مثل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في التعامل بجديةٍ مع الأمن السيبراني. وجديرٌ بالذكر أن Chainalysis أبلغت عن وصول مدفوعاتِ برامج الفدية بالعملات الرقمية إلى مليار دولار في عام 2023.

معهد NIST ينشئ اتحاداً استجابةً لسياسة الرئيس الأمريكي الخاصّة بالذكاء الصنعي


في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في بيان مشتركٍ أن وزارة التجارة الأمريكية -من خلال المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا NIST))- ستُنشِئ معهد الولايات المتحدة لسلامة الذكاء الصنعي (USAISI). وسيقود USAISI جهود البلاد بما يتعلق بسلامة الذكاء الصنعيّ وموثوقيته، بالإضافة إلى تقييم نماذجه المتقدّمة.

وفي السابع من شهر شباط/فبراير 2024، أعلنت وزيرة التجارة الأمريكية، جينا رايموندو (Gina Raimondo)، عن الأعضاء التنفيذيين الرئيسيين الذين سيتولون قيادة USAISI.

واستجابةً للسياسة الرئاسية، أنشَأ NIST اتحاد سلامة الذكاء الصنعيّ في الثامن من شباط/ فبراير 2024، والذي يجمع أكثرَ من 200 منظمةٍ لوضع مبادئ توجيهيةٍ ومعاييرَ علميةٍ لقياس الذكاء الصنعي ووضع السياسات بهدف إتاحة التكنولوجيا المتقدّمة بأمانٍ للجميع.

بالإضافة إلى ذلك، سيمّكن هذا الاتحاد الحكومة الأمريكية من معالجة قدرات الجيل القادم من النماذج الذكاء الصنعي وصياغة إستراتيجيات إدارة المخاطر المناسبة.

تابعونا عبر أخبار جوجل من هنا