عملة بيتكوين تبقى متماسكة رغم القلق السائد حول ارتفاع معدلات الفائدة

ترينت رود
| 3 min read
Bitcoin resilient
الصورة بوساطة Miloslav Hamřík من موقع Pixabay

على الرغم من المخاوف الأخيرة بخصوص الزيادة المحتملة في معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، أظهرت بيتكوين تماسكاً ملحوظاً في سعرها بحسب المحللين، ويأتي هذا بعد خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (Jerome Powell) في منتدى جاكسون هول (Jackson Hole) السنوي الأسبوع الماضي، حيث أشار إلى احتمالية المزيد من زيادات معدلات الفائدة في المستقبل في ظل معركة الفيدرالي مع التضخم.

ارتداد بيتكوين وتعافيها من موجة البيع التي تلت منتدى جاكسون هول


بحسب كبير محللي Swan Bitcoin سام كالاهان (Sam Callahan): “أخافت” نبرة باول الصارمة بعض المستثمرين في المؤتمر مما تسبب في تراجع العديد من الأصول ومن بينها عملة بيتكوين، وشرح كالاهان أن ارتفاع معدلات الفائدة للأصول الخالية من المخاطرة ستسحب الأموال من الأصول الأكثر خطورة حيث يمكن للمستثمرين تحقيق أرباح أفضل عن طريق سندات الخزينة أو الصناديق الاستثمارية في السوق.

https://www.cnbc.com/video/2023/08/28/biden-administration-proposes-new-crypto-tax-reporting-rules-cnbc-crypto-world.html

وشهدت بيتكوين والأسهم والأصول الأخرى تراجعاً على خلفية هذه الإشارة الأخيرة بخصوص تشديد السياسات النقدية، وأشار كالاهان أن التضخم قد هبط من ذروته فيما تبقى معدلات البطالة بالقرب من حدودها الدنيا تاريخياً، ولكنه لمّح لوجود مجال أمام الفيدرالي لزيادة معدلات الفائدة بشكل أكبر بهدف إعادة التضخم إلى المستوى المستهدف وهو 2%، ويبدو أن معدل التضخم الأساسي (باستثناء الأغذية والطاقة) لا يزال مستعصياً خاصةً في قطاع الخدمات الذي أشار إليه باول مراراً، وصرّح أن استمرار هذه الزيادات سيؤدي لاستمرار الضغط السلبي على بيتكوين التي ما زالت تصنف بين أصول المضاربة الخطرة.

استمرار التضخم يدفع الفيدرالي للاستمرار في سياسته المتشددة


من المثير للاهتمام أن رد فعل سعر بيتكوين على بيانات التضخم كان ضعيفاً هذا العام مقارنةً بعام 2022 الذي تسبب فيه التشديد العنيف للفيدرالي بهبوطٍ كبير في سوق الكريبتو، حيث استمرت العملة في الصعود في عام 2023 على الرغم من هبوط مؤشر أسعار المستهلكين من مستوياته العليا.

شرح كالاهان أن رفع معدلات الفائدة لطالما تسبب في ضغوط على بيتكوين إلا أن المشاكل في القطاع المالي قد تدفع إلى المزيد من التبني للعملة، وأشار إلى ترافق الزيادة في معدلات الفائدة مع تضخم العجز في الميزانية مما يسيء إلى مسار الوضع المالي غير المستدام، ويمكن لهذا أن يدفع بالمزيد من المستثمرين على المدى البعيد باتجاه الأصول اللامركزية مثل بيتكوين والذهب بغية التحوّط من التقلّبات المالية. وأضاف بأن ترافق هذا الوضع المالي المضطرب مع التشديد المستمر من الفيدرالي قد يؤدي إلى “استفادة بيتكوين بسبب تفكير المستثمرين بالعواقب على المدى البعيد”.

وعند سؤاله عن العوامل التي قد تنشّط السعر أشار كالاهان إلى أن المتداولين بالهامش والرافعة المالية يتضاءلون تأسيساً لحركة صاعدة بشكل مستدام بعد عمليات التصفية المتتالية التي حرّضها الهبوط الأخير، ونوّه أيضاً إلى زيادة الاهتمام المؤسساتي كعاملٍ أساسي في دفع حركة السعر معتبراً تطبيق صندوق التداول المباشر لبيتكوين الخاص بشركة بلاك روك (BlackRock) علامةً فاصلة في هذا المجال.

توجه المؤسسات إلى الكريبتو كوسيلة تحوّط من الأحداث الاقتصادية الكبرى


يمكن للتقبّل القانوني للكريبتو أن يزيد من استخدام وطلب المؤسسات لهذه العملات حيث تمثل القوانين الحالية العائق الأساسي أمام الاستثمار المباشر في بيتكوين. كما أن الاستثمارات الفردية الصغيرة ستزداد بشكلٍ أكبر في حال تبسيط طريقة الوصول لبيتكوين من خلال حسابات السمسرة/الوساطة التقليدية. ويبقى كالاهان إيجابياً بالمجمل تجاه فرضية زيادة استثمار بيتكوين في ظل التخبط في قطاع الاقتصاد الكلّي، وخصوصاً من حيث توافق حركة بيتكوين مع سوق الأسهم وقابليته للتأثر بسياسات الفيدرالي، الأمر الذي سيزيد من استقطاب بيتكوين لمزيد من المؤسسات والمستثمرين الباحثين عن بدائل للنظم المالية التقليدية.

ويبدو أن صمود بيتكوين بالرغم من إشارات تشديد الفيدرالي يدعم صورتها كوسيلة تحوّط ضد النظام النقدي التقليدي، ومع خروج المتداولين بالهامش والرافعة المالية والتوقعات بزيادة سهولة الوصول لهذه العملة الرقمية، قد تشهد بيتكوين قفزة جديدة قريباً.